أدانت دولة قطر والمملكة العربية السعودية استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية في مدينتي كسلا وبورتسودان شرقي السودان، وعدتاه استهدافا للاستقرار بالمنطقة وعملا منافيا للقوانين والأعراف الدولية.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم الأحد، رفض دولة قطر القاطع لاستهداف المنشآت المدنية والمرافق الحيوية، ودعت إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب عبر الوسائل السلمية.
وجددت الوزارة دعم دولة قطر الكامل لوحدة وسيادة واستقرار السودان، ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني الشقيق لتحقيق تطلعاته في التنمية والازدهار.
#بيان | قطر تدين استهداف المرافق والبنية التحتية في مدينتي كسلا وبورتسودان بالسودان#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/nDz2mkfXAt
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) May 4, 2025
السعودية تستنكر
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها استهداف المرافق الحيوية والبنية التحتية في بورتسودان وكسلا بالسودان.
وقالت الوزارة إن الاستهداف “يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي والأمن الوطني العربي والأفريقي، مطالبة بالوقف الفوري للحرب في السودان وتجنيبه وشعبه الشقيق المزيد من المعاناة والدمار”.
وجددت السعودية “موقفها بأن الحل للأزمة هو حل سياسي سوداني-سوداني يحترم سيادة ووحدة السودان، ويقوم على دعم مؤسسات الدولة السودانية”.
وأكدت وزارة الخارجية “رفض المملكة لهذه الانتهاكات، مشددة على ضرورة توفير الحماية للمدنيين وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 11 مايو/أيار 2023”.
الهجوم الأول..
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش السوداني إسقاط طائرات مسيّرة استهدفت “قاعدة عثمان دقنة” الجوية ومنشآت مدنية بمدينتي كسلا وبورتسودان شرقي البلاد.
وهذا هو الهجوم الأول بطائرات مسيّرة على مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية التي تتخذها الحكومة مقرا لها منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023.
وفي الآونة الأخيرة تكرر الهجوم بالطائرات المسيرة على محطات الكهرباء بمدن السودان الشمالية مروي ودنقلا والدبة وعطبرة.
وتتهم السلطات السودانية قوات الدعم السريع بتنفيذ هجمات بالطائرات المسيرة على محطات الكهرباء والبنية التحتية، دون تعليق من الأخيرة.
تصريح للمتحدث الحكومي
من جهته، قال خالد الإعيسر الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الثقافة والإعلام إن 7 طائرات مسيّرة انتحارية استخدمت في الهجوم، وشكلت غطاء لهجوم آخر نفذته مسيرة إستراتيجية استهدفت قاعدة عثمان دقنة الجوية، مما أسفر عن أضرار مادية دون وقوع خسائر في بشرية.
وأضاف أن قوات الدفاع الجوي تمكنت من التصدي بنجاح لتلك الطائرات المسيّرة وتحييدها جميعا، بينما أصابت الطائرة الإستراتيجية أحد “الجملونات” داخل القاعدة.
وأفاد الإعيسر بأن “هذا العدوان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما يجري لم يعد مجرد تمرد داخلي، بل هو عدوان خارجي مكتمل الأركان، وأن تزويد المليشيا بطائرات مسيّرة متطورة تُدار من غرف تحكم من الخارج لا يمثل تهديدا للأمن الوطني السوداني فحسب، بل يشكل خطرا جسيما على الأمنين الإقليمي والدولي”
ودعا الإعيسر “المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وحاسم إزاء هذه الانتهاكات السافرة”.
حرائق بالجنوب
وفي هجمات أخرى، أظهرت صور أقمار صناعية، التُقطت أمس السبت، حرائق واسعة جراء هجمات نفّذتها قوات الدعم السريع على قرية “السردابة” بمحلية الخوي جنوب السودان.
وتُظهر الصور الملتقطة حجم أعمدة الدخان الكثيفة المتصاعدة فوق المنطقة، حيث تشتعل النيران في مواقع متفرقة، وتتركز نسبة كبيرة من الحرائق في الجانب الغربي من القرية، التابعة لريف دار حامد، والمتاخمة لمدينة الخوي بولاية غرب كردفان.
وتفيد بيانات من وسائل إعلام محلية بأن أكثر من 50 مركبة قتالية اقتحمت القرية بعد قصف مدفعي عنيف، وأقدمت على إحراق المنازل، وإطلاق النار على مواطنين، وتنفيذ عمليات إعدام ميداني بدم بارد.
وتداول نشطاء صورا توثق دفن أهالي قرية السردابة، صباح اليوم، جثامين نحو 12 مدنيا من أبناء القرية، حيث تفيد الشهادات بأنهم قُتلوا رميا بالرصاص وأُحرقوا في منازلهم، على يد قوات الدعم السريع التي شنت الهجمات والقصف المدفعي منذ أول أمس.
وفي السياق ذاته، عاينت وكالة “سند” صورة حرارية من البيانات التي رصدتها خدمة “فيرمز” (FIRMS) التابعة لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا”، والمتخصصة في رصد بؤر الحرائق، تُظهر ارتفاعا غير طبيعي في درجات الحرارة داخل القرية المستهدفة، نتيجة القصف واشتعال النيران الواسع في منازل المواطنين.