استضافت كتارا في الدوحة معرضاً يحتفي بمخطوطات أدبية وتاريخية موريتانية، تعكس حضارة القلم والعلم في هذا البلد المنغلق. يتمثل دور الجمعية المحافظة على التراث في حفظ هذه المخطوطات ونقلها للأجيال القادمة، إذ تعد هذه المخطوطات موروثاً ثقافياً لا يقدر بثمن وملكاً للأمة.
وقد تضمن المعرض مجموعة متنوعة من المخطوطات، بما في ذلك مخطوطات عثمانية وفارسية وعربية قديمة، تعود بعضها إلى قرون مضت، مثل مخطوط تفسير ابن عطية الأندلسي، الذي تميز بجمعه وتلخيصه للتفاسير المختلفة. ومن بين المخطوطات أيضاً شرحاً لكتاب في الفقه المالكي للعلامة الشهير حبيب الله بن القاضي.
وتم استعراض مخطوطات أخرى تعود لعلماء موريتانيين بارزين، مثل مخطوط لعالم القراءات مصطفى الإزميري، ورسم دقيق للحجرة النبوية الشريفة والمسجد النبوي. تتميز كلا من هذه المخطوطات بحكاياتها الفريدة وتاريخها العريق، مثل حكاية الشيخ سيدي ولد عبد الله الموريتاني الذي باع فرساً نفيسة لشراء كتاباً قيماً يتوارثه أبناؤه.
وقد أشاد مسؤول بالجمعية بتنوع المخطوطات النادرة التي عرضت في المعرض، مشيراً إلى صعوبة الحصول عليها والجهد الذي يبذل لنقلها وحفظها للأجيال القادمة. كما أثنى على جهود كتارا في استضافة هذا المعرض الثقافي الهام، الذي يساهم في إبراز التراث الأدبي والثقافي لموريتانيا.
في ختام المعرض، لا يسع إلا أن نرى أن هذه المخطوطات هي جواهر تاريخية تحمل في طياتها حكايات ومعارف تزخر بها حضارة موريتانيا، والتي تشكل جزءا هاما من تراث الأمة العربية والإسلامية. يجب علينا الاهتمام بحفظ هذا التراث وإتاحته للباحثين والمهتمين، من أجل الحفاظ على هويتنا الثقافية والإرث العلمي للأجيال القادمة.