الدوحة- بكثير من مشاعر الحزن، شيّع المصلون اليوم الثلاثاء جثمان الشيخ والداعية المصري أبو إسحاق الحويني، أحد العلماء البارزين في العالم الإسلامي، من مسجد الإمام محمد بن عبدالوهاب في قطر، حيث تجمع عدد كبير من المصلين ومحبي الشيخ للصلاة عليه ومن ثم دفنه في مقابر مسيمير في العاصمة الدوحة.

بدأت مراسم التشييع بعد صلاة العصر، حيث صلى الحضور على الجثمان، وسط حشود غفيرة عكست الحزن العميق على فقدان أحد أعلام العلم والدعوة الذين قدموا الكثير في خدمة العلم والدين.

وشهدت صلاة الجنازة توافد العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية من مختلف المناطق في قطر للمشاركة في وداع الشيخ الحويني، إلى جانب عدد من أصدقائه وأفراد عائلته، وسط أجواء من التأمل والدعاء بالرحمة والمغفرة للشيخ الراحل.

الشيخ الحويني كان يعتمد الأدلة الشرعية في تفسير المسائل الدينية مما أكسبه محبة واحترام الكثيرين حول العالم
(الجزيرة)

وعقب الصلاة، تم نقل جثمان الشيخ إلى المقبرة حيث تم دفنه، وسط دعوات الحضور له بالرحمة والمغفرة. وقد عبر العديد من المشاركين عن مشاعرهم العميقة لفقدان الشيخ الحويني، الذي كان له أثر كبير في نشر العلم الشرعي والتوجيه الديني في العديد من البلدان.

كما شهدت لحظات التشييع تلاوة آيات قرآنية والدعاء للشيخ الراحل، فيما كان الحضور في حالة من الحزن الشديد على فقدان شخصية علمية ودعوية كبيرة.

وقد توفي الشيخ والداعية أبو إسحاق الحويني أمس 17 مارس/آذار 2025، ليترك خلفه إرثًا علميًّا ودينيًّا كبيرًا في مجالات الحديث والسنة والدعوة الإسلامية.

وكانت وفاته بمثابة خسارة كبيرة للأمة الإسلامية قاطبة، بحسب الدكتور علي القره داغي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، الذي أكد للجزيرة نت أن الشيخ الحويني كانت له بصمات واضحة في نشر العلم الشرعي وتعليم الناس من خلال محاضراته وكتاباته، ولا غرابة أن تشهد جنازته اهتمامًا واسعًا من مختلف الأوساط الدينية والسياسية على مستوى الأمتين العربية والإسلامية.

وأضاف الدكتور علي القره داغي أن الشيخ الحويني تميز بأسلوبه الفريد في الدعوة، حيث كان يعتمد على الأدلة الشرعية في تفسير وتوضيح المسائل الدينية، مما أكسبه محبة واحترام العديد من طلاب العلم والجماهير في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي. وقد تميز بقدرته على نشر علم الحديث بطريقة مبسطة وقريبة من الناس، ما جعله من أكثر العلماء تأثيرًا في الأوساط الإسلامية المعاصرة.

الشيخ الحويني كانت له بصمات واضحة في نشر العلم الشرعي وتعليم الناس من خلال محاضراته وكتاباته
الشيخ الحويني كانت له بصمات واضحة في نشر العلم الشرعي وتعليم الناس من خلال محاضراته وكتاباته (الجزيرة)

مسيرة حافلة

وتوفي الشيخ الحويني بعد معاناته مع المرض الذي ألزمه الفراش في آخر أيامه، حيث كانت وفاته صادمة للمجتمع الإسلامي، مما أثار حالة من الحزن العميق بين محبيه وطلابه.

فمن خلال مسيرته العلمية والدعوية، استطاع الشيخ إسحاق الحويني أن يترك بصمة واضحة في مجال الدعوة الإسلامية، وقد أسهم بشكل كبير في توجيه الشباب نحو الفهم الصحيح للإسلام بعيدًا عن الغلو والتطرف.

ومن خلال منبره الدعوي، كان الشيخ الحويني يحث دائمًا على ضرورة العودة إلى المصدرين الرئيسيين للإسلام، وهما الكتاب والسنة، مع الاعتماد على فهم السلف الصالح، وقد انتقد بشدة بعض الممارسات البدعية والفتاوى التي تعارض هذا الفهم، ما جعله يحظى بمكانة كبيرة في قلوب محبيه.

وعُرف الشيخ الحويني بأسلوبه البسيط والمهذب في الدعوة، وكان كثيرًا ما يُلقي محاضرات في المساجد والمراكز الإسلامية في عواصم مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، كانت له العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تميزت بطابع علمي رصين بعيد عن التعقيد.

كما كتب الشيخ الحويني العديد من المؤلفات التي لاقت قبولًا واسعًا، وقد ركز فيها على تصحيح المفاهيم الدينية لدى المسلمين، مع التأكيد على أهمية التمسك بالكتاب والسنة، وكانت كتبه مرجعية للعديد من طلاب العلم الشرعي في العالم العربي والإسلامي، حيث تناول فيها العديد من الموضوعات مثل أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأصول الفقه.

الشيخ الحويني كانت له بصمات واضحة في نشر العلم الشرعي وتعليم الناس من خلال محاضراته وكتاباته
صلاة الجنازة شهدت توافد العديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية من مختلف المناطق في قطر للمشاركة في وداع الشيخ الحويني (الجزيرة)

الولادة والنشأة

وُلد الشيخ إسحاق الحويني بقرية حُوَين مركز الرياض من أعمال محافظة كفر الشيخ بمصر عام 1956، وبدأ مشواره العلمي منذ صغره في دراسة العلوم الشرعية، حيث كان يتمتع بموهبة فكرية عالية وقدرة على حفظ الأحاديث وتفسير النصوص الشرعية.

التحق الشيخ الحويني بجامعة الأزهر، ثم بدأ دراسته في مجال الحديث الشريف والفقه، وعُرف بإتقانه علم الحديث وعلومه، كما ارتبط بالعديد من العلماء المعتبرين، مثل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، الذي تأثر به تأثرًا كبيرًا في مسيرته الدعوية.

تنقل بين مجالس الدعوة، وتتلمذ على عدد منهم، إذ درس على الشيخ محمد نجيب المطيعي، أصول الفقه، وتعلم أساليب الدعوة وفنون الخطابة على الشيخ عبد الحميد كشك.

بعدها قادته رحلة طلب العلم إلى الأردن، حيث درس علوم الحديث على الشيخ ناصر الدين الألباني، وأصبح من أبرز تلامذته.

وفي المملكة العربية السعودية تلقى العقيدة والفقه عن الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين.

تولى الخطابة في كثير من المساجد بمصر، كما اشتهر بمجالسه العلمية التي شرح فيها كتب الحديث والتفسير والفقه والعقيدة والتوحيد.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.