كتب محمد البوسنوي الخانجي كتابًا يوثق أحوال المسلمين في بلاده سلانيك، حيث يُهدم بعض المساجد وتُوضع النواقيس والصلبان على الأخرى، مؤكدًا على تمسك أهل بلاده بدينهم وحبهم له، بغض النظر عن الجنس أو المستوى الاجتماعي. يحقق عبد الفتاح الحلو مجموعة من الأعمال الفريدة في التراث، بما في ذلك كتاب “الجوهر الأسنى في تراجم علماء وشعراء البوسنة”، الذي يشمل بيانات 216 عالمًا وشاعرًا من البوسنة والهرسك، بالإضافة إلى سبعة آخرين.
يظهر الكتاب أن العديد من أبناء البوسنة والهرسك كانوا يسعون للعلم الشرعي ونشر الثقافة الإسلامية، وعندما ضاقت بهم بلادهم، اتجهوا إلى بلدان أخرى لممارسة دورهم. يبين الحلو قدرته على تحقيق الكتاب بشكل متميز، بمقدمة شاملة وحواش مهمة وفهارس شاملة. يشير الكتاب إلى حاجة البوسنة والهرسك إلى دعم بعيد من أجل استقرارها، مع التأكيد على مساندتها بتجرد وبعيداً عن الأغراض المؤثرة.
المؤلف يستعرض الأعمال الفذة لبعض الشخصيات المميزة في الكتاب، مثل الشيخ علي فهمي بن شاكر وسيف الدين أفندي ومحمد بن موسى البوسنوي. يركز الكتاب أيضًا على دور النساء البارزات في المجال الثقافي، مثل حبيبة بنت علي باشا، التي كانت معروفة بأدبها وشعرها. يعكس الكتاب على عمق ارتباط البوسنة والهرسك بالدين الإسلامي، واستمرار تمسك أهاليها بعقيدتهم رغم التحديات التي واجهوها.
يعرض الكتاب تاريخ انتشار الإسلام في أوروبا ومعاناة المسلمين خلال الحروب العنصرية التي شنت ضدهم. يبرز الكتاب الصمود والتضحية لأجل الدين والاستقلال، ودور البوسنة والهرسك في مساندة ونشر الإسلام. تجسد الكتاب العلاقة العميقة بين المسلمين والبوسنة والهرسك، مع دعوة لاستئناف الاتصال والتعاون بما يخدم المصلحة العامة.