أوصى المشاركون في «ندوة الأوقاف الرقمية.. مشروعيتها وتطبيقاتها وأثرها في التنمية المستدامة» بتأسيس «هيئة الوقف الرقمي» كمؤسسة مركزية لتنظيم وتوجيه واعتماد الأوقاف الرقمية، وذلك بهدف وضع معايير واضحة لضبط هذا القطاع وتعزيز دوره في التنمية المستدامة.

جاء ذلك في التوصيات الصادرة بختام أعمال الندوة التي رعتها الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت والمقامة في العاصمة الماليزية كوالالمبور على مدى يومين.

وبهذه المناسبة أعربت المنسق العام للندوة ومراقب إدارة الدراسات والعلاقات الخارجية في الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت رهام بوخوة، عن تطلع الأمانة إلى تبني هيئة الوقف الرقمي ضمن منجزاتها بمجال الأوقاف.

وقالت بوخوة في تصريح لـ«كونا» إن الندوة هي القاعدة الأولى التي تنطلق منها فكرة الوقف الرقمي، إذ أسهمت بفتح مدارك وتصورات كثيرة، مشيرة إلى أن التوصيات كانت مبشرة وستعمل الأمانة على دراستها وتنفيذها.

وأضافت أن أهمية التوصيات الصادرة بالندوة والمتمثلة في سن لوائح تنظيمية حديثة تدعم الوقف الرقمي وتحدد آليات التملك والإدارة والتصرف في الأصول الرقمية الموقوفة مع تعزيز التعاون بين الجهات الرسمية مثل وزارات الأوقاف والبنوك المركزية وهيئات التقنية المالية لضمان توافق الأوقاف الرقمية مع التشريعات المالية والتجارية.

وأوضحت أن الخبراء شددوا خلال الندوة على ضرورة إصدار معايير شرعية وتقنية تحدد كيفية إنشاء الأوقاف الرقمية وإدارتها، إلى جانب تبني تقنية (البلوك تشين) لضمان الشفافية ومنع التلاعب وتطوير منصات إلكترونية موحدة تسهل عمليات التبرع والإدارة مع الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة الاستثمار وتحليل البيانات.

وذكرت أن التوصيات الصادرة من الندوة دعت إلى تنويع مصادر دخل الأوقاف الرقمية عبر الاستثمار في العقارات الذكية والملكية الفكرية الرقمية والمتاجر الإلكترونية الوقفية مع وضع آليات تحوط مالي لحماية هذه الأصول من التقلبات الاقتصادية.

كما طالبت التوصيات بإطلاق حاضنات ومسرعات أعمال لدعم الشركات الناشئة في مجال الأوقاف الرقمية وتخصيص ميزانيات للبحث والتطوير مع تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول تقنية متطورة بهدف دعم الابتكار في هذا المجال.

وأكدت المنسق العام للندوة أهمية تعزيز الشفافية المالية من خلال نشر تقارير دورية عن أداء الأوقاف الرقمية وتفعيل لجان شرعية تقنية لضمان الامتثال للضوابط الشرعية.

ولفتت إلى ضرورة إطلاق حملات توعوية ودمج مفاهيم الأوقاف الرقمية في المناهج الجامعية، إلى جانب التعاون مع المؤثرين الرقميين لتعزيز الوعي المجتمعي بمفهوم الوقف الرقمي ودوره في دعم المشاريع التنموية.

وقد أقيمت «ندوة الأوقاف الرقمية.. مشروعيتها وتطبيقاتها وأثرها في التنمية المستدامة» الثلاثاء على مدى يومين تحت رعاية الأمانة العامة للأوقاف بدولة الكويت.

كما شاركت كل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والجامعة الإسلامية العالية بماليزيا والملتقى الدولي للمنظمات التنموية ومؤسسة (إنسان) للإغاثة والتنمية في تنظيم الندوة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.