• الصحابة بذلوا جهوداً مخلصة في جمع سور القرآن وكتابة المصاحف
  • د.ميللر أكد عدم وجود أي تناقض بين كتاب الله وأبحاث العلم الحديث
  • فتاة ألمانية الأصل وجدت ضالتها في كتاب «روح الإسلام» فاهتدت للدين القويم
  • فتى هنغاري أيقن بعد بحث أن الحياة في ظل الإسلام تمنح السلام النفسي

بقلم: د. يعقوب يوسف الغنيم

… ولما كانت الأحاديث ـ كما قال الأولون ـ يأخذ بعضها برقاب بعض، فها نحن ننطلق في سبيل آخر دون أن نخرج عن السياق الذي ذكرناه في مقال البداية. وفي هذا المجال المتنوع، سيكون موضوعنا هنا مختلفا، ولكنه جدير بأن يأخذ حقه من الحديث لأنه من أهم الموضوعات عندنا. وذلك لأمر يتعلق بكتاب الله، عز وجل، (القرآن الكريم). وهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو الذي «لا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي غرائبه»، كما جاء في الأثر الشريف.

اهتم المسلمون بالقرآن الكريم قراءة وحفظا وتفسيرا، وهو جدير بكل الاهتمام لأنه دستور الأمة الإسلامية، والنور الذي يضيء طريق الحياة أمام أبنائها.

وقد كان وصف القرآن على ألسنة الأدباء المسلمين وصفا يدل على الإعجاب والإيمان معا، فهذا هو الخليفة عبدالله بن المعتز يتحدث عن القرآن فيقول: فضل القرآن على سائر الكلام معروف غير مجهول، وظاهر غير خفي، يشهد بذلك عجز المتعاطين، ووهن المتكلفين، وهو المبلغ الذي لا يمل، والجديد الذي لا يخلق، والحق الصادع، والنور الساطع، والماحي لظلم الضلال، ولسان الصدق النافي للكذب، ومفتاح الخير ودليل الجنة، إن أوجز كان كافيا وإن أكثر كان مذكرا وإن أمر فناصحا، وإن حكم فعادلا، وإن أخبر فصادقا.

«سراج تستضيء به القلوب وبحر العلوم وديوان الحكم وجوهر الكلم».

وعبدالله بن المعتز من خلفاء الدولة العباسية ولد في سنة 861 وتوفي في سنة 908، ولم يمكث في الخلافة سوى يوم وليلة. وهو من أعلام الأدب في عصره، وله ديوان شعر، وكتاب طبقات الشعراء المحدثين، وغير ذلك.

٭ ٭ ٭

بدأ جمع سور القرآن الشريف، وإدراجها في المصحف الذي هو بين أيدينا الآن في وقت مبكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتولى العلماء في الدولة الإسلامية ـ فيما بعد ـ خدمة الكتاب العزيز في عدة نواح، منها تفسيره، واستنباط الأحكام الشرعية منه، وبيان طرق تلاوته، وتأويل المشكل من ألفاظه، والبحث عن أسرار إعجازه، وبالجملة فقد أحاط هؤلاء الرجال بكل ما يتعلق بالقرآن الكريم حتى لقد تفرغ بعضهم لتأليف كتب في إعراب القرآن كاملا.

هذا، ولقد اشتهر منهم:

أ‌ ـ عبدالله بن مسلم بن قتيبة الذي ألف كتاب «تأويل مشكل القرآن»، وهو الكتاب الذي حققه شيخي الأستاذ السيد أحمد صقر، وقد تحدث ابن قتيبة فيه عن القرآن، فبين أن الله سبحانه وتعالى: «قد قطع به أطماع الكائدين.. وجعله متلوا لا يمل بطول التلاوة ومسموعا لا تمُجُّه الآذان، وغضا لا يخلق على كثرة الرد» (يخلق: يصير خلقا، أي باليا، ولد ابن قتيبة في سنة 828).

ب‌ ـ محمد بن الطيب الباقلاني، مؤلف كتاب: «إعجاز القرآن» وهو كتاب كبير الحجم جليل الفائدة، حققه ـ أيضا ـ شيخي الأستاذ السيد أحمد صقر وقدم له بمقدمة وافية. وقد تناول هذا الكتاب جميع المظاهر المعجزة التي وردت في الكتاب الكريم، ولد الباقلاني في سنة 950.

ج‌ ـ ومن الكتب التي اهتمت بأمر القرآن الكريم كتاب: «المصاحف»، الذي ألفه عبدالله بن سليمان السجستاني الحنبلي المتوفى سنة 928، والكتاب مطبوع بعناية كبيرة وإخراج دقيق مع دراسة وتحقيق ونقد قام به د.محب الدين عبدالمستعان واعظ، وكانت أول طبعة له في سنة 1950.

بدأ السجستاني كتابه بذكر الجهود التي بذلها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمع سور القرآن الكريم، ثم في كتابة المصاحف. وقد كانوا أهلا لذلك من حيث أمانتهم ومن حيث إتقانهم. ولا غرو في ذلك فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عنهم: «أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم».

ونحن إذ نذكر هؤلاء، فإننا نذكر ـ أيضا ـ أولئك الذين قاموا بتفسير القرآن الكريم، والدلالة على معانيه وما فيه من دلائل عالية، وقد ورد من أعمالهم:

٭ تفسير الطبري.

٭ تفسير القرطبي.

٭ تفسير ابن كثير.

وقد قام كثيرون غيرهم بالتفسير على نمطهم، أو بيان معاني ألفاظ القرآن الكريم، أو الدلالة على مواضع الآيات الكريمة وهذا ما قام به المرحوم محمد فؤاد عبد الباقي في كتابه: «معجم ألفاظ القرآن الكريم».

٭ ٭ ٭

وقد لفت ما ورد في كتاب الله عز وجل أنظار كثيرين من رجال العلم الدنيوي في العالم بأسره، ودخل عدد لا بأس به منهم إلى حظيرة هذا الدين القويم بعد أن هداهم الله سبحانه وتعالى إليه، وقد مر بنا في مقال سبق نشره حديث عن رجل من أهم هؤلاء هو الطبيب الفرنسي موريس بوكاي، الذي أسلم، ثم ألف كتابا تحدث فيه عن القرآن الكريم، وأصدره في سنة 1976، وكان اسم كتابه هذا، هو «القرآن والتوراة والإنجيل بمقاييس العلم الحديث» ذكر فيه أمورا علمية استنبطها من القرآن الكريم ولم تعرف إلا مؤخرا بعد أن تقدم البحث العلمي في مختلف توجهاته. وفي ختام كتابه قال هذه العبارة الموجزة ذات الدلالة على ما توصل إليه بموجب بحثه ومتابعته لما ورد في الآثار الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم: «لا يستطيع الإنسان تصور أن كثيرا من المقولات ذات السمة العلمية كانت من تأليف بشر وهذا بسبب حالة لا معارف في عصر محمد صلى الله عليه وسلم. لذا فمن المشروع تماما أن ينظر إلى القرآن على أنه تعبير الوحي من الله وأن تعطى له مكانة خاصة جدا حيث إن صحته أمر لا يمكن الشك فيه وحيث إن احتواءه على المعطيات العلمية المدروسة في عصرنا تبدو كأنها تتحدى أي تفسير وضعي. عقيمة حقا تلك المحاولات التي تسعى لتفسير القرآن بالاعتماد فقط على المعطيات المادية».

ونذكر بعد بوكاي رجلا آخر هو د.جاري ميللر، الذي أسلم، وتمكن هذا الدين القويم من نفسه، وصار باحثا في كل الجوانب المتصلة به. فألف كتابا في هذا الشأن عنوانه: «القرآن المعجز»، أوضح فيه نتيجة تلاوته لكتاب الله عز وجل ودراسته له فقال في مقدمة كتابه: «إحدى النقاط التي تحير غير المسلمين حينما ينظرون في هذا الكتاب نظرة وثيقة، أن القرآن يظهر لهم بغير ما كانوا يتوقعونه. كانوا يتوقعون كتابا قديما مر عليه أربعة عشر قرنا، وخرج من الصحراء العربية، وهذه كانت هي نظرتهم المسبقة لهذا الكتاب. ويفاجأون بأنه ليس كما توقعوا بالمرة. بالإضافة إلى ذلك، فهم كانوا يتوقعون أن الكتاب سيتكلم عن الصحراء التي خرج منها. نعم قد تكلم القرآن الكريم عن الصحراء في بعض سوره، ولكنه أيضا تكلم عن البحار، وماذا يحدث فيها من العواصف».

ثم أضاف إلى ذلك حديثا عن حادثة من الحوادث التي جرت في بلاده (كندا) فقال: منذ سنوات، وصلتنا في تورونتو قصة عن بحار تجاري يعيش في البحر. أهداه أحد المسلمين نسخة مترجمة من القرآن ليقرأها. والبحار لا يعلم شيئا في التاريخ عن الإسلام، ولكنه كان مهتما بقراءة القرآن. وعندما انتهى من قراءته، أعاد النسخة للمسلم وسأله: هل كان محمد صلى الله عليه وسلم بحارا؟ كان متأثرا بشدة بما قرأه في القرآن عن العواصف في البحر والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعيش في الصحراء، كان هذا كافيا له وأعلن إسلامه.

فقد عايش العواصف في البحر، ووجد الدقة في وصفها في القرآن الكريم، وأيقن أن من يكتب هذا الوصف لا يمكن إلا أن يكون عاينه، ولما كان الرسول لم يركب البحر، فلابد أن يكون هذا من عند الله سبحانه وتعالى (أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ـ النور: 24).

هذه فقط إحدى النقاط التي تبين أن القرآن ليس مرتبطا بمكان معين دون مكان آخر. وبالتأكيد، فالإشارات الكونية التي ذكرت فيه لا يمكن أن تكون وليدة الصحراء من أربعة عشر قرنا مضت.

وتتبع ميللر الإشارات العلمية التي ظهرت في القرآن الكريم، لأنه مختص في علم الرياضيات، فأكد ـ نتيجة لبحثه ـ صحة ما ورد في الكتاب الكريم. ورأى أن من أهم الأدلة على ذلك قول الله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ـ الأنبياء: 7)، وعرج على عدد من العلوم مقارنا ما ورد فيها بما ورد في القرآن، فلم يجد تناقضا بين كتاب الله عز وجل وأبحاث العلم الحديث، مع أن القرآن قد نزل وفيه هذه البيانات قبل أن يفطن لها العلماء المحدثون بقرون طويلة.

وأشار ميللر في كتابه هذا إلى أمر قد لا يخطر ببال أحد فقال «إن القرآن الكريم ذكر أن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وزوجته من أهل النار، وقد عاشوا مدة طويلة ثم ماتوا على الكفر»، ثم تساءل قائلا «فإن لم يكن ذلك وحياً من الله، فماذا يكون التفسير المقنع للسبب الذي لم يجعل أبا لهب وزوجته يدعيان الإسلام، فقط من أجل تكذيب ما جاء في القرآن؟ وقد كانا يريدان إظهار كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن هذا لم يحدث أبدا».

وقدم هذا الباحث عدة نقاط ذات علاقة ببحثه قبل أن يقوم باختتام كتابه. وقد رأى أنها نقاط مهمة، وهي كذلك:

1 ـ ذكر القرآن أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما، وقد ثبت ذلك.

2 ـ ذكر القرآن أن أنثى النحل هي التي تعطى الرحيق، وهذا اكتشاف جديد للبشرية.

3 ـ كرر ذكر قصة «أبو لهب وامرأته حمالة الحطب»، ولمدة عشرة أعوام لم ينطقوا بكلمة تنجيهم من النار، ولا يقول بمصيرهم هذا إلا علام الغيوب.

4 ـ ذكر أن الشمس تسبح في الفضاء وهذه الحركة لها مدلولها الذي اكتشف حديثا.

5 ـ ذكر أن القرآن الكريم أشار إلى وجود الليل والنهار في وقت واحد حينما تكلم عن قيام الساعة «ليلا أو نهارا».

وإذا كان علماء الإسلام ـ من قبل ـ قد قالوا عن كتاب الله إنه «لا تنتهي غرائبه، ولا تنقضي عجائبه» فإن ميللر قد أكد دون أن يخطر على باله ذلك، فهو يقول في نهاية مطافه بموضوع كتابه الذي ذكرناه: «بالطبع هناك الكثير والكثير من عجائب القرآن الذي لا تنتهي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، وأقول لكم.. وغالبيتكم لمستم ما أقول.. أنك كلما أعطيت نفسك للقرآن بأن تتدبر آياته أعطاك القرآن من نفحاته وأظهر لك الجديد من المعاني التي لم يسبق لك ملاحظتها من قبل».

هذا هو د. جاري ميللر أستاذ الرياضيات والمنطق في جامعة تورنتو بكندا، أسلم وأطلق على نفسه اسم: عبدالأحد عمر، وحكاية إسلامه غريبة الشأن، منشؤها أنه رجل علم يأخذ النتائج من المقدمات، وقد لفت نظره في التاريخ الإسلامي ما حدث عند وفاة إبراهيم ابن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وصادف ـ في ذلك اليوم ـ حدوث كسوف للشمس، فقال بعض صحابته: سبحان الله لقد كسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال الرسول الكريم «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد، ولا لحياته»، ومن هنا أيقن ميللر أن الرسول صلى الله عليه وسلم على خلاف ما كان يدعيه أبناء وطنه، رجل عاقل وصادق، فكتب تعليقا واضحا على ذلك قال فيه «فلو كان النبي محمد مجنونا أو كاذبا لما قال ذلك. بل كان سيدعي أن هذا الكسوف معجزة تثبت نبوته».

ومن هنا انطلق في النظر إلى هذا الدين الذي وجد فيه كل ما كان يبحث عنه من يقين لا شك معه. فأسلم وألف كتابا يبين فيه ما دفعه إلى ذلك. وقد ذكرنا هذا الأمر آنفا.

٭ ٭ ٭

ونمضي إلى أطراف أخرى من حديثنا، فنذكر أنماطا أخرى من المهتدين إلى الإسلام، لإيضاح الطريق التي أوصلتهم إلى ذلك، وهؤلاء الذين نذكرهم هنا ما هم إلا أمثلة للآلاف من أمثالهم الذين لم يتسن لنا أن نحيط بأخبارهم كاملة:

وأول من نذكره، هذه الفتاة الأوروبية التي يبدو أنها ـ وإن لم تذكر ذلك ـ ألمانية الأصل، فقد أسلمت وكتبت قصة إسلامها التي نشرت في عدة لغات منها اللغة العربية.

وفيما كتبته بيان للخطوات التي سارت عليها بحثا عن الدين القويم، ولذا فإنها مرت بعدة تجارب عرفت خلالها عدة أديان، ولكنها وجدت ضالتها في كتاب: «روح الإسلام»، للسيد مير علي، وهو كتاب يشرح كل ما يتعلق بالدين الإسلامي الحنيف.

ومما كتبته بقلمها، ووصفت فيه رحلتها إلى الإسلام قولها: «وجدت أن تعاليم الإسلام تحض على إخلاص العبادة لله وتضع نظاما كاملا عمليا كي يتبعه الجميع، وبهذا النظام تتعمق الروح الدينية وتنمو بصورة مستمرة، هنا في الإسلام نجد المبادئ الأساسية للدين الحق مصونة تماما بصورة مدهشة من كل الاضافات ومحاولات الحذف المعقدة التي فرضت على الأديان الأخرى حتى غدا من العسير الإيمان بها أو اتباعها بإخلاص وصدق. الإسلام أولا وقبل كل شيء هو دين يأمر بالايمان بأنبياء الله جميعا ولا يزعم لنفسه أن يكون خصما أو أنه المستودع الوحيد للحقيقة، وإنما هو ذكر وتوكيد لجوهر الهدى الصافي الذي جاء به جميع رسل الله».

هذه الفتاة هي: فرانسيس سترين ومثلها فتى آخر من هنغاريا اسمه جوليوس ورفر، كان قد أسلم وأطلق على نفسه اسم: حسن، وكتب قصة إسلامه، ثم قدمها لعرفات كامل العشي الذي كان مشتغلا في الصحافة الكويتية ـ وقتذاك ـ وله كتاب يتكون من أربعة أجزاء يذكر فيها المهتدين إلى الإسلام.

وصف الفتى طريقه إلى الإسلام، مقترنا بسيرته الذاتية، وقد نشرها الأستاذ العشي، وعلق عليها في كتابه الآنف الذكر: «هذه القصة من فم الأخ المسلم جوليوس ورفر شخصيا وقد سلمها لي عندما كان يعمل ممرضا لدى وزارة الصحة في الكويت، ولكنه سافر إلى السعودية مؤخرا ثم جاءتني منه رسالة علمت منها أنه عاد إلى كندا. ثم وردتني منه الرسائل تباعا قال لي في احداها: ان الناس في أميركا يبحثون عن دين جديد، دين يتناسب مع الفطرة السليمة. فمنذ اسابيع خلت حدثت ضجة في الصحف الكندية، اذ ان احدى كبرياتها قد أعدت مقابلة مع اربعة من صغار الشبان الكنديين، ثلاثة منهم نصارى يمثلون شتى الفرق ويهودي، ووجهت لهم السؤال التالي: هل الله حي أم ميت؟ فأجاب الثلاثة النصارى بأنه ميت، وقال اليهودي إنه موجود ولكن لا شأن له به. كما هاجموا جميعا الكنائس والمعابد التابعة لدينهم».

وكان حسن قد قال في ختام رسالته بعد أن ذكر الصعاب التي مر بها ومرت به: منذ ذلك الحين ـ يقصد منذ أن عرف أوائل المعلومات عن الإسلام ـ ذهب عني شقائي والشعور بالوحشة. فلم أعد وحيدا كما كنت من قبل. وفي ظل الإسلام تمتعت بالسلام النفسي، اذ إن هذا الدين السماوي يمنحني القوة وها هي ذي حياتي اليومية قد غدت ميسرة للغاية، فقد سهل علي أن أتجه بكل كياني إلى الله عز وجل. وها أنذا قد حضرت إلى الكويت كي أعيش بين اخوتي في الدين. ولا أريد أن أعود إلى أي بلد في الدنيا، لا إلى أميركا ولا أوروبا ولا أي مكان آخر، لأنني سعيد لقربي من الأراضي المقدسة. وعندما أقرأ المزيد عن الإسلام وعن رجالاته أحسّ دوما بأن هذا الدين هو الدين الحق، إنني أشعر أنني في بلادي وبين أهلي. لذلك كله فأنا سعيد غاية السعادة».

٭ ٭ ٭

ولو أردنا أن نمضي في مثل هذا البحث لاحتجنا إلى وقت طويل ومجال أرحب، ولكننا نكتفي بما تقدم ففيه دلالة على ما نريد.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.