أسامة دياب

أكد الرئيس اللبناني العماد جوزف عون أن العلاقات اللبنانية – الكويتية متينة ووثيقة، وتمتد جذورها على مر الزمان، وتزداد رسوخا يوما بعد يوم في مختلف المجالات، تعززها الثقة المتبادلة، وتسطرها المواقف النبيلة في كل محطات التاريخ.

جاء ذلك في كلمة في كلمة للرئيس اللبناني العماد جوزف عون ألقاها نيابة عنه القائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى البلاد أحمد عرفة بمناسبة حفل العشاء الخيري لـ «مركز سرطان الأطفال في لبنان»، الذي أقيم مساء الخميس في الكويت، بحضور حشد كبير من المواطنين بينهم فيصل المطوع ورئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي السابق د.هلال الساير، وعدد من أبناء الجالية اللبنانية.

وقال عرفة: «تلقى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون بامتنان كبير دعوتكم للمشاركة في هذا اللقاء، وكلفني فشرفني أن أمثله وأن ألقي كلمته في المناسبة». وأضاف: «يسرني أن أتوجه إليكم في هذه المناسبة الإنسانية بكلمات ملؤها المحبة والتقدير، وزادها الأمل والرجاء، ورمزيتها رسالة محبة من لبنان وشعبه المحب للسلام، الطامح الى الاستقرار، والساعي الى استعادة في محيطه العربي، ومكانته كمنارة للعلم والثقافة، والمتمسك بالتنوع والتعددية، وبقوة الحق في وجه كل الأطماع والتحديات، وهو الخارج من أزمات لم تنل من عزيمته ولا من قدرة أهله على النهوض والصمود والثبات مستندين في ذلك إلى صداقات لبنان واللبنانيين في العالم أجمع، وإلى علاقات أخوية تاريخية وعميقة كتلك التي تربطنا بالكويت الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا».

وتابع: «علاقاتنا بالكويت متينة ووثيقة، تمتد جذورها على مر الزمان، وهي تزداد رسوخا – يوما بعد يوم – في مختلف المجالات، تعززها الثقة المتبادلة، وتسطرها المواقف النبيلة في كل محطات التاريخ، حبذا لو تسنت لي فرصة المشاركة في هذا الحفل الإنساني الخيري، المقام على أرض طيبة وخيرة، هوى أهلها فعل الخير، ودأب قادتها أن يكونوا رواد العمل الإنساني بامتياز، على مر العصور».

وأكمل عرفة في كلمته التي ألقاها نيابة عن الرئيس عون «كم يليق في هذا الحفل الخيري المخصص لمركز سرطان الأطفال في لبنان أن أقتبس كلمات كتبها قداسة البابا الراحل فرنسيس في رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمريض الذي يحتفى به في 11 فبراير من كل عام، متسائلا معه: كم من مرة، بجانب سرير شخص مريض نتعلم الرجاء؟! وكم من مرة بالقرب من شخص يتألم، نتعلم الإيمان؟! وكم من مرة، ننحني لمساعدة شخص محتاج، فنكتشف المحبة؟! حينها ندرك أننا «ملائكة» رجاء ومرسلون من الله لبعضنا البعض».

وتابع: «ما يجمعنا الليلة، في هذه الأمسية، مرض لا يفرق بين ثري أو فقير، وألم لا يستثني كبيرا ولا صغيرا، وهي مناسبة لأن نجدد العهد معا من أجل أطفال سألوا الشفاء فجاءتهم الرحمة من الله على أيديكم، فعندما تقسو الحياة على الأطفال وتنزع منهم رونق الهناء وطعم الفرح، يكون واجبنا الأخلاقي أن نكون بجانبهم ونساندهم في رحلتهم كي لا يحرم أي طفل من حقه في الحياة.. ولا شك في أن مركز سرطان الأطفال في لبنان يجسد هذه الرسالة النبيلة والسامية المفعمة بقيم المحبة والإنسانية والعطاء، وهو منذ تأسيسه، ومن خلال عمله الدؤوب، استقطب اعترافا واسعا النطاق بصفته منظمة غير حكومية رائدة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط».

وختم عون كلمته «كل الشكر والعرفان للكويت قيادة وشعبا لدعمها ومساندتها مركز سرطان الأطفال في لبنان باستضافتها هذا الحفل، كل التقدير لمجلس أمناء المركز بشخص رئيسه جوزيف عسيلي وجميع العاملين فيه، وأخيرا وليس آخرا، كل الشكر للحاضرين في هذا العشاء لدوافع محض إنسانية، خاصا بالذكر فيصل المطوع الذي وصلتني أصداء دعمه المستمر للبنان وعطائه السخي للمركز.. وفقكم الله وبارك عطاءكم، وعافى المولى – عز وجل – أجسادا طرية هي لنا بمنزلة الروح للجسد».

وفي كلمة ألقاها باسم جميع أعضاء مجلس أمناء مركز سرطان الأطفال وفريق العمل، توجه فيصل المطوع بالشكر الخاص إلى د.هلال الساير، وقال: «هذه الأمسية ليست مجرد مناسبة لتناول العشاء معا، بل هي مناسبة تحمل في طياتها معنى أعمق بكثير». وأوضح أن «كل طاولة تم حجزها، وكل مقعد شغلتموه، هو دليل على كرمكم وتعاطفكم الحقيقي، وعلى التزامكم بإحداث فرق في حياة الأطفال الذين يواجهون أصعب المعارك، والتي هي معركة السرطان».

وتابع المطوع: «كثير من هؤلاء الأطفال ينتمون إلى عائلات تعاني من ضائقة مالية، ولا ينبغي لأي طفل أن يجبر على الاختيار بين العلاج واحتياجات الحياة الأساسية»، مضيفا أنه «وبفضلكم، هذا لن يحدث، وببركاتكم هذا المساء، تساهمون في تغطية التكاليف الطبية، والعلاجات، والمواصلات، وحتى الأشياء الصغيرة التي تدخل الفرح والراحة إلى قلوب الأطفال المتألمين».

وختم المطوع كلمته بالقول: «إنها ليلة أمل. وبفضلكم، يمكن لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم أن يؤمنوا بأن الغد سيكون أفضل، فشكرا لوجودكم معنا، شكرا لقلوبكم الرحيمة، وشكرا لأنكم تجسدون المعنى الحقيقي للمجتمع المتكاتف».

من جانب آخر، أعلن «مجلس الأعمال اللبناني في الكويت»، أحد الرعاة الرسميين لحفل العشاء الخيري السنوي لـ «مركز سرطان الأطفال في لبنان»، الذي أقيم تحت شعار «معا نجعل الأمل نجما لا ينطفئ» أن «ريع هذا العشاء خصص لدعم المركز، في تأكيد على التزام المجلس الراسخ بمسؤوليته المجتمعية، وحرصه الدائم على الإسهام في دعم المبادرات الإنسانية النبيلة التي تعنى بصحة الأطفال ورعايتهم».

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version