أفادت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن نحو 900 مركز إيواء حكومي للنازحين في لبنان امتلأت بالكامل جراء فرار مئات الآلاف هربا من القصف الإسرائيلي. وتشهد البلدات الحدودية في جنوب لبنان موجة نزوح في ظل القصف الإسرائيلي المتواصل، مع توسع مناطق القص ليشمل مناطق في بيروت. وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية في لبنان عن وجود نحو 200 ألف نازح في مراكز الإيواء، وعدد كبير من النازحين على الطرقات.
في محاولة لقطع الطريق عن الفارين إلى سورية، شنت إسرائيل غارات على محيط معبر المصنع اللبناني الحدودي مما أدى إلى قطع الطريق الدولي بين لبنان وسورية، الذي شهد عبور الآلاف من النازحين اللبنانيين والسوريين خلال الأيام الماضية. وعبر صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه بسبب تأثير الصراع في لبنان على 520 ألف امرأة وفتاة، بينهن 11 ألف امرأة حامل بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية.
ووفقًا لتقديرات لبنانية، هناك أكثر من مليون شخص فروا من منازلهم وتركوا كل شيء وراءهم، حيث لجأ نحو 200 ألف شخص إلى مراكز الإيواء الجماعية المكتظة. وأشارت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن العنف المتزايد ونزوح المدنيين في لبنان يعد أمرًا مفجعًا، خاصة مع انقطاع الخدمات الصحية الأساسية التي تحتاجها النساء والفتيات.
من جهة أخرى، أعلن مدير مستشفى مرجعيون الحكومي في جنوب لبنان أن ضربة إسرائيلية وقعت بالقرب من المستشفى، مما دفع الطاقم الطبي إلى إخلاء المستشفى مؤقتًا لحين استقرار الوضع الأمني. وأكد على عدم إصابة أي شخص من الطاقم الطبي، لكنهم قرروا الإخلاء مؤقتًا. وتظل الأوضاع في لبنان مقلقة بسبب الصراع المستمر والنزوح المتزايد للمدنيين.
من جانب آخر، أعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بشدة عن قلقها إزاء الوضع الصحي للنازحين والنساء والفتيات اللواتي يعانين من انعدام الخدمات الأساسية في ظل النزوح والقصف المستمر. وعبرت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان عن الحاجة الملحة لتوفير الرعاية الصحية والخدمات الضرورية لهؤلاء النازحين، خاصة النساء والفتيات الحوامل والمحتاجين إلى رعاية صحية عاجلة.
هذه التطورات تشير إلى تدهور الوضع الإنساني في لبنان بسبب التصعيد العسكري والنزوح الذي تشهده البلاد، مما يستدعي تدخل إنساني عاجل لمساعدة النازحين وتأمين احتياجاتهم الأساسية. وتحث المنظمات الدولية على التعاون مع الحكومة اللبنانية لتقديم الدعم اللازم وتخفيف معاناة النازحين والمتأثرين من الصراع، مع التركيز على تأمين الخدمات الصحية الأساسية والرعاية اللازمة للنساء والفتيات.