شنت إسرائيل في وقت مبكّر اليوم الجمعة سلسلة ضربات واسعة على مواقع نووية وعسكرية في إيران، مما أدى إلى مقتل قادة عسكريين بارزين، وفي حين توعد المرشد الإيراني علي خامنئي تل أبيب “بمصير مرير ومؤلم”، نفت واشنطن مشاركتها بهذه الضربات.

وأتت هذه الضربات قبل يومين من جولة مباحثات جديدة بشأن الملف النووي مقررة بين طهران وواشنطن في العاصمة العمانية مسقط.

ولم يتضح على الفور حجم الهجمات والأضرار التي خلفتها، لكن الضربات أثارت مخاوف من تصعيد النزاع إلى حرب شاملة بين أقوى جيشين في المنطقة.

وفي ما يلي بعض الأسئلة الرئيسة لفهم الوضع:

ماذا حدث في إيران؟

بدأت إسرائيل أولى هجماتها في الساعة 03:30 صباحا بالتوقيت المحلي في إيران (01:00 بتوقيت غرينتش)، وشملت الهجمات منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه بداية عملية مطولة لمنع طهران من صنع سلاح نووي.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية وشهود بوقوع انفجارات في مواقع، من بينها منشأة نطنز الرئيسية لتخصيب اليورانيوم، بينما أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ تحسبا لرد إيراني بضربات صاروخية وطائرات مسيرة.

وأعلن المرشد الإيراني علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية بعدها مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي، من بينهم قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد وعدد من العلماء النوويين.

إعلان

من قُتل في الهجوم؟

أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على إيران، وأكد خامنئي أن خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا.

وقال الجيش الإيراني إن القوات المسلحة والحرس الثوري يخوضان حاليا معارك في سماء البلاد سيتم الإعلان عن نتائجها لاحقا.

ونقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤول إسرائيلي أنه تم استهداف عديد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين وكبار العلماء النوويين.

كما أفاد موقع والا الإسرائيلي -نقلا عن مصادر أمنية- بوجود احتمال كبير بتصفية هيئة الأركان الإيرانية، ومن بينها رئيس الأركان، وعلماء ذرة في الضربة.

وهؤلاء أبرز القادة والعلماء الإيرانيين الذين تم الإعلان عن مقتلهم خلال الهجوم الإسرائيلي حتى الآن:

  1. قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
  2. رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
  3. قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد.
  4. أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري.
  5. العالم النووي مهدي طهرانجي.
  6. العالم النووي فريدون عباسي.

وتشير هذه الضربات إلى دخول إسرائيل مرحلة جديدة في استهدافها الكوادر الحيوية في إيران، إذ كانت سابقًا تنفذ اغتيالات فردية، أما الآن فبعض الضربات تهدف إلى قتل عدد كبير من الشخصيات دفعة واحدة.

كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” بمقتل ما لا يقل عن 12 مدنيًا في طهران نتيجة الضربات، في حين أكد التلفزيون الإيراني إصابة 50 مدنيا، بينهم 35 طفلا وامرأة، في الهجوم الإسرائيلي على منطقة نوبنياد شمالي طهران.

من جهتها، نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن أكثر من 10 علماء نوويين اغتيلوا بالهجوم على إيران، مضيفا أن أكثر من 300 هدف ضُرب حتى الآن.

إعلان

لماذا هاجمت إسرائيل إيران؟

قال مسؤولون إسرائيليون إن الضربة كانت “استباقية”، رغم عدم وجود مؤشرات فورية على أن إيران كانت تخطط لهجوم.

وذكر الجيش الإسرائيلي -في بيان- أنه تصرف “ردا على العدوان المستمر للنظام الإيراني ضد إسرائيل”، وأشار إلى أن هناك المزيد قادم، واصفا الهجوم بأنه “المرحلة الأولى”.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الضربات استهدفت عناصر من البرنامج النووي الإيراني وقدرات النظام الصاروخية بعيدة المدى.

وأضاف أن إيران -وفقا للاستخبارات الإسرائيلية- تعمل على برنامج سري لتجميع سلاح نووي، ولديها ما يكفي من المواد لتجميع 15 قنبلة نووية خلال أيام، دون تقديم تفاصيل داعمة.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البرنامج النووي الإيراني بأنه “خطر واضح ومباشر على بقاء إسرائيل”.

وأمس الخميس، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يفيد بأن إيران لا تلتزم بالتزاماتها في مجال عدم الانتشار النووي، وهو أول توبيخ من نوعه منذ عقدين. وبدورها، دانت إيران القرار، واعتبرته “يضرب مصداقية وهيبة” الوكالة.

ماذا قالت إسرائيل؟

أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالغارات الجوية “الافتتاحية” التي شنّها جيشه على مواقع مختلفة في إيران فجر الجمعة، مؤكدا أنّها كانت “ناجحة للغاية”.

وقال نتنياهو في رسالة مصوّرة “لقد نفذنا ضربة افتتاحية ناجحة للغاية، وبعون الله، سنحقّق المزيد”.

وأوضح “لقد ضربنا قيادات عليا وعلماء كبارا يروجون لتطوير القنابل النووية، لقد ضربنا منشآت نووية”.

ماذا قالت إيران؟

أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي مقتل عدد من القادة والعلماء في الهجوم الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على إيران، وأكد أن خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا.

وتوعد خامنئي إسرائيل بعقاب شديد قائلا “أعدّ الكيان الصهيوني لنفسه بهذه الجريمة مصيرا مريرا ومؤلما وسوف يناله لا محالة”.

إعلان

وفي السياق، قال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إن الولايات المتحدة وإسرائيل ستدفعان الثمن.

وتوعد المتحدث العسكري الإيراني برد قاس على الاعتداءات الإسرائيلية.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الولايات المتحدة الحليفة لإسرائيل “مسؤولة عن تبعات” الضربات التي شُنت قبل ساعات.

وذكرت -في بيان- أن “الخطوات العدائية للكيان الصهيوني لا يمكن أن تكون قد نُفذت من دون تنسيق وإذن الولايات المتحدة”، مشيرة الى أن واشنطن “مسؤولة عن التأثير الخطر وتداعيات مغامرات الكيان الصهيوني”.

كما شددت إيران على “حقها القانوني والمشروع” في الرد على الضربات الإسرائيلية، وقالت في البيان ذاته إن “الرد على هذا العدوان هو الحق القانوني والمشروع لإيران بناء على البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة”، مشيرة الى أن القوات المسلحة “لن تتردد في الدفاع عن الأمة الإيرانية بكامل قدراتها”.

 

هل شاركت الولايات المتحدة؟

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن الولايات المتحدة “لم تشارك في الضربات ضد إيران”. وأضاف أن “إسرائيل أبلغتنا بأنها ترى أن هذا العمل ضروري للدفاع عن النفس”.

وحذر روبيو إيران من أي شكل من أشكال الانتقام ضد القوات الأميركية في المنطقة، إذ قال: “دعوني أكن واضحا: يجب ألا تستهدف إيران المصالح أو الأفراد الأميركيين”.

وجاءت الضربة الإسرائيلية بعد أشهر من الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول كيفية التعامل مع إيران. وكان ترامب قد حث إسرائيل على عدم مهاجمة إيران في أثناء استمرار المحادثات النووية.

قبل ساعات من الهجوم، قال ترامب إن أي هجوم قد يدمر فرص الحل الدبلوماسي، مضيفًا: “أعتقد أنه قد يفسد الأمر… أو ربما يساعده، لكنه قد يفسده أيضًا”.

واستعدادا لتصعيد إقليمي، سحبت الولايات المتحدة دبلوماسييها من العراق الأربعاء الماضي، وسمحت بمغادرة عائلات الجنود الأميركيين من مناطق أخرى في الشرق الأوسط.

إعلان

ما وضع المحادثات النووية؟

كان من المقرر أن يلتقي المفاوضون الأميركيون والإيرانيون الأحد المقبل في العاصمة العُمانية مسقط لجولة سادسة من المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، لكن هذا الاجتماع أصبح الآن موضع شك.

ولا تزال هناك خلافات حول إذا ما كان ينبغي السماح لإيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها.

وفي ولايته الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقّعه باراك أوباما، واصفًا إياه بأنه “منحاز”. ويبدو أنه الآن حريص على تجنب الانجرار إلى صراع واسع النطاق في المنطقة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال ترامب إن موقف إيران التفاوضي “غير مقبول”، وقلل من فرص التوصل إلى اتفاق.

وقال في بودكاست مع صحيفة نيويورك بوست: “أصبحت أقل ثقة بذلك يوما بعد يوم… يبدو أنهم يماطلون، وأعتقد أن هذا أمر مؤسف”.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.