حذرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، هينيس بلاسخارت، من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي في لبنان، حيث بلغ عدد النازحين داخليا 600 ألف شخص. دعت بلاسخارت إلى تطبيق قرارات مجلس الأمن بشأن الصراع الإسرائيلي اللبناني، وأكدت على خطورة الحرب على الحياة الإنسانية. وأشارت إلى أن عدم تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 خلال السنوات الماضية هو ما أدى إلى التدهور الحالي في لبنان.
وفي سياق متصل، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدا للبنان يشبه ما حدث في قطاع غزة، حيث دعا أهل لبنان إلى تحرير بلادهم من حزب الله لتجنب الدمار والمعاناة. وصدرت مؤخرا إنذارات من إسرائيل للبنانيين بمغادرة منازلهم بحجة وجودها بالقرب من أماكن تابعة لحزب الله، وحثتهم على التوجه إلى أماكن آمنة.
واستمرت الإنذارات والغارات الإسرائيلية العنيفة في لبنان، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم وبلداتهم بحثا عن أماكن آمنة. وقد تسببت الهجمات الإسرائيلية في سقوط عدد كبير من الضحايا من بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى إصابة الآلاف. وقامت إسرائيل بتوجيه غارات جوية كثيفة ودموية تجاه مناطق متفرقة في بيروت وبقية مناطق لبنان، وبدأت عمليات التوغل البري في الجنوب.
وفي هذا السياق، طالبت بلاسخارت بوقف إطلاق النار ومنح الفرصة للجهود الدبلوماسية من أجل تحقيق السلام ووقف الصراع. على الرغم من إطلاق دعوة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا من قبل الولايات المتحدة وفرنسا، إلا أنها لم تحظى بالتنفيذ بعد. وأكدت على أهمية الالتزام بالقرارات الدولية والتحرك بسرعة لإنقاذ حياة الكثير من المدنيين الأبرياء المتأثرين بالنزاع.
وفي نهاية المطاف، قدمت بلاسخارت عرضا لحالة لبنان الإنسانية، حاثة على تبني آليات واضحة لتنفيذ القرارات الدولية بشأن النزاع، وشددت على عدم الاستهتار بالدعوات لوقف النار التي قد تكون الحل الأمثل للحد من الدمار والمعاناة في لبنان. وفي ظل تصاعد النزاعات والقتال المستمر، يبقى الأمل في تحقيق السلام والاستقرار في لبنان شريانًا حيويًا لخلاص الشعب اللبناني وإنهاء الصراعات الدامية.