قد تعتبر إسرائيل واحدة من الدول التي لم تُبغَت إلى قبل نصف قرن من الزمان، حيث شهدت المباغتة الأولى في أكتوبر 1973 والثانية في أكتوبر 2023. منذ إعلان قيامها عام 1948، امتلكت إسرائيل زمام المبادرة في الصراع مع العرب الذين كانوا يسعون لاستعادة أراضيهم. وقد احتلت إسرائيل هذه الأراضي بعد حروب كبيرة مع الدول العربية.
في الحروب الأولى التي شهدتها المنطقة، تمكنت إسرائيل من إنشاء دولتها وتحقيق بعض الانتصارات الكبرى. لكن في الحروب اللاحقة، واجهت الدول العربية الهزائم والانكسارات، كما حدث في الحرب الثالثة عام 1967 التي أدت إلى احتلال إسرائيل لمناطق جديدة مثل قطاع غزة والضفة الغربية.
بينما تواصلت الصراعات والصراعات الجزئية بين العرب وإسرائيل في السنوات التالية، جاءت المباغتة الثانية في أكتوبر 2023، حيث نفذت المقاومة الفلسطينية هجومًا ضد إسرائيل، أدى إلى قتل المئات من الإسرائيليين وأسر آخرين. تميز هذا الهجوم بالدقة والتنظيم، وأظهر أن المقاومة قادرة على التحرك بكفاءة رغم قلة الدعم الذي تلقته.
على الرغم من أن إسرائيل كانت تتمتع بقوة عسكرية كبيرة وتلقت دعمًا كبيرًا من القوى الكبرى، إلا أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من تحقيق نجاح يذكر في هجومها الذي خلف خسائر كبيرة للعدو. هذا يثبت أن إسرائيل ليست دولة لا تقهر، وأن الحل الحقيقي يكمن في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة.
في النهاية، يجدر بالدول العربية الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني ودعم المقاومة في بواقع الأمور، بدلاً من الاكتفاء بالتصريحات الرنانة. المقاومة أثبتت أنها قادرة على تحقيق النجاح في وجه القوى العسكرية الكبيرة، وأنها تستحق كل الدعم والتضامن.
