أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة اللبنانية أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، غالبيتهم سوريون، في غضون أسبوعين، نتيجة لتصاعد الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في لبنان. وأوضحت الوحدة أنه خلال الفترة من 23 سبتمبر إلى 5 أكتوبر، سجل الأمن العام اللبناني عبور أعداد كبيرة من السوريين واللبنانيين إلى سوريا.
على الجانب الآخر، أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إلى أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة تعرقل فرار النازحين وتعرقل عمليات الإغاثة الإنسانية، مما يعرض المدنيين لمخاطر خطيرة. وبينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف أهدافاً لحزب الله في منطقة البقاع بشرق لبنان، نتج عن ذلك قطع الطريق بين البلدين مما زاد من تعقيد الوضع.
ومن جانبها، أكدت السلطات اللبنانية أن الطريق الدولي بين لبنان وسوريا لا يزال مغلقاً بسبب الغارات الإسرائيلية، مما دفع العشرات من اللبنانيين والنازحين إلى استخدام طرق بديلة للوصول إلى سوريا. وبينما يظل الطريق مغلقاً للمرور، فإنه متاح للمشاة للعبور سيراً على الأقدام بين البلدين.
وفي وقت سابق، أوضح مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن تدفق الأشخاص عبر المعبر قد تراجع إلى حد ما، لكن لا يزال هناك تدفق مستمر عبر نقاط حدودية أخرى، حيث يتأثر بذلك عدد كبير من اللاجئين السوريين وغيرهم من الجنسيات.
تجدر الإشارة إلى أن تصاعد النزاع بين إسرائيل ولبنان أسفر عن سقوط آلاف الضحايا والجرحى، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف. وعلى الرغم من تصاعد الأوضاع، يواصل حزب الله رد الهجمات الإسرائيلية بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما يزيد من حدة التوتر والصراع في المنطقة.
وقبل هذا التصعيد الأخير، كانت السلطات اللبنانية تقدر وجود مليوني لاجئ سوري على أراضيها، وقد تم تسجيل أغلبهم لدى الأمم المتحدة. ومع تواصل الغارات الإسرائيلية وتداعياتها، يظل الوضع في منطقة الشرق الأوسط محتدمًا ومأساويًا، ما يتطلب التدخل السريع لحل الأزمة وإعادة الاستقرار إلى المنطقة.