أعلنت “غرف الطوارئ” في العاصمة السودانية الخرطوم عن وقوع كارثة إنسانية جديدة، حيث قتل 23 شخصا وأصيب أكثر من 40 آخرين جراء قصف الجيش السوداني لسوق مجاورة لأحد معسكرات قوات الدعم السريع. وتم نقل الجرحى إلى 3 مستشفيات بعد الحادث. من ناحية أخرى، شهدت منطقة مقرن النيلين الأبيض والأزرق بالخرطوم اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ونشر أحد الجنود الذين يقاتلون في صفوف الجيش السوداني مقاطع فيديو للمعارك العنيفة التي دارت بين الجيش وقوات الدعم السريع في المنطقة، حيث ظهر في الفيديوهات جنود الجيش وهم يشتبكون ويطلقون النار من أسلحة متنوعة. وتم تصوير بعض المباني الحكومية والمرافق العامة وهي تعاني من الدمار بسبب الاشتباكات التي تجري في المنطقة.
تشهد منطقة المقرن في هذه الأيام اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويأتي ذلك في إطار عملية عسكرية قام بها الجيش ضد مواقع قوات الدعم السريع في وسط الخرطوم. كما تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على منطقة جبل موية، وقامت بقطع طرق الإمداد إلى عدة ولايات في السودان، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني وانتشار المجاعة والأمراض بين الشعب السوداني.
على صعيد آخر، فشلت محادثات توسطت فيها الولايات المتحدة في تحقيق تقدم نحو وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد أدى القتال الذي اندلع بين الجانبين في أبريل 2023 إلى نزوح الملايين وتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد. وعلى الرغم من جهود وساطة الولايات المتحدة، فإن الطرفين المتحاربين لم يتوصلا إلى اتفاق حتى الآن.
وفي إطار التصاعد العسكري في السودان، أعلن الجيش قبل أسبوع عن استعادة جبل موية بعد معارك ضارية. وتأتي هذه الأحداث في سياق التصعيد الذي يشهده البلاد منذ أبريل 2023، حيث تعاني السودان من صراعات مسلحة وانتهاكات لحقوق الإنسان تؤدي إلى مزيد من الدمار والمعاناة بين الشعب السوداني.
تُظهر الأحداث الأخيرة في السودان تصاعد العنف والصراعات الدموية في البلاد، ما يعكس الوضع الإنساني الصعب الذي يعيشه الشعب السوداني. ومع استمرار القتال وعدم التوصل إلى حل سلمي، يتوقع أن يزداد تفاقم الأوضاع الإنسانية وانتشار البعثات والأمراض في البلاد. تبقى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مدعوين للتدخل العاجل لوقف المزيد من الدمار والمعاناة في السودان.