كشف تقرير دولي جديد توقعات مثيرة حول انتشار سرطان البروستاتا في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2040، حيث من المتوقع أن يتضاعف عدد الحالات ويصل إلى 2.9 مليون شخص سنويًا، مقارنة بالحالات المسجلة حاليًا التي تبلغ 1.4 مليون. وأشار الخبراء الدوليون المشاركون في التقرير إلى زيادة ملحوظة في معدل الوفيات بسبب هذا النوع من السرطان بنسبة 85%، وخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وأوصى التقرير بضرورة توسيع نطاق الفحص لدى الأشخاص الذين يعانون من مخاطر عالية، لكي يتسنى اكتشاف المرض في مراحله المبكرة وزيادة فرص العلاج بنجاح. كما دعا الخبراء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لرفع مستوى الوعي حول هذا النوع من السرطان وتحسين وسائل التشخيص المبكر والعلاج في البلدان النامية التي تشهد انتشارًا كبيرًا للحالة في مراحل متأخرة.
وفي سياق متصل، أكد التقرير على وجود تباينات عرقية ووراثية في الإصابة بسرطان البروستاتا، حيث أظهرت الدراسات أن الرجال من أصول غرب أفريقية أكثر عرضة للوفاة بسبب المرض بنسبة تفوق الضعف. ورغم ذلك، فإن الاختلافات الوراثية وحدها لا تكفي لتفسير ارتفاع معدلات الإصابة والوفاة بهذا النوع من الأورام في بعض المناطق، بل يتعين مراعاة العوامل الاقتصادية والوعي المجتمعي وجودة الخدمات الصحية أيضًا.
تعتبر التوقعات الواردة في هذا التقرير تحذيرًا واضحًا للمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمواجهة انتشار سرطان البروستاتا وتقليل معدلات الوفيات المرتفعة المتوقعة بحلول عام 2040. ومن بين الإجراءات الضرورية، يشدد التقرير على أهمية توجيه جهود لرفع الوعي الصحي وزيادة مستوى التوعية بأعراض المرض وأهمية الكشف المبكر.
وفي نهاية التقرير، يجدد الخبراء دعوتهم إلى المجتمع الدولي بضرورة تعزيز التعاون العالمي لمكافحة سرطان البروستاتا وتقديم الدعم اللازم للبلدان النامية في تطوير برامج فحص شاملة وتحديث منظومة الرعاية الصحية. ونظرًا لأن هذا النوع من السرطان يشكل تحديًا كبيرًا على مستوى الصحة العامة، فإن المبادرات العالمية لمواجهة المرض تعتبر ضرورية لضمان الوصول إلى علاج فعال والحد من تأثيره السلبي على المجتمعات المنكوبة بهذه الحالة.
