أعلنت 14 دولة عربية أن الأربعاء هو أول أيام عيد الفطر، وذلك بعد تعذر رؤية هلال شهر شوال مساء أمس الاثنين. تضمنت الدول المعلنة عن بداية عيد الفطر السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين، ومصر والسودان وفلسطين، ولبنان واليمن وتونس والجزائر وسوريا وموريتانيا، حيث أعلنت مصادر رسمية في كل من هذه الدول عن هذا القرار. في المقابل، دعا المفتي العام للأردن إلى تحري هلال شهر شوال الثلاثاء لتحديد موعد بدء عيد الفطر، مما يعني أن العيد قد يصادف الأربعاء أو الخميس.

شهدت بداية شهر رمضان اختلافات في إعلان رؤية الهلال، حيث أعلنت 17 دولة عربية بدء رمضان يوم الاثنين 11 مارس/آذار الماضي، في حين شهدت الأردن والمغرب وسلطنة عمان وليبيا تأخر بداية رمضان إلى الثلاثاء. ومن جانب آخر، أعلنت تركيا التي تعتمد الحسابات الفلكية أن الأربعاء سيكون أول أيام عيد الفطر. يأتي عيد الفطر هذا العام وسط حرب مدمرة يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث خلفت الحرب عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين، بينهم العديد من الأطفال والنساء، وأدت إلى دمار هائل في المرافق الحيوية والمستشفيات مما تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.

تعتبر رؤية هلال شوال وتحديد بداية عيد الفطر قضية دينية وشرعية تثير الكثير من الجدل والانقسام بين الدول الإسلامية، حيث تستند البعض على الرؤية المباشرة للهلال في السماء، بينما يعتمد البعض الآخر على الحسابات الفلكية لتحديد التوقيت. وقد شهدت مناطق عدة في العالم تضاربات حول تحديد بداية أيام العيد والشهور الهجرية بسبب هذه الاختلافات في وسائل التحديد. وبالرغم من هذه الاختلافات، إلا أن الهدف الأسمى من هذه العياد هو الاحتفال بانتصارات النفس والروح على الشهوات والجسد خلال شهر رمضان والاقتراب من الله بالطاعات والصلاة والتصدق.

تأتي بداية عيد الفطر هذا العام في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية في العديد من البلدان العربية والعالمية، حيث تشهد العديد من الدول مظاهر أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية تؤثر على حياة المواطنين بشكل كبير. وتعد الحروب والصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية من أكبر التحديات التي تواجه العديد من المجتمعات وتجعل الاحتفال بالأعياد والمناسبات الدينية أمرا صعبا بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يعانون من آثار هذه الأحداث على حياتهم اليومية.

إن تحديد بداية شهر شوال وبداية عيد الفطر يعتبر لحظة مهمة للكثير من المسلمين حول العالم، حيث يتجمع الأهل والأصدقاء للاحتفال بهذه المناسبة الدينية الفريدة. يعد عيد الفطر فترة من الفرح والبهجة والتسامح والمحبة بين الناس، حيث يتبادلون التهاني والهدايا ويحتشدون في المساجد لأداء صلاة العيد والاستماع لخطب الخطباء. وتعتبر هذه الفترة فرصة للتواصل والتآخي بين الأفراد وتعزيز روابط المودة والتراحم بينهم، والتفكير في تقديم العون والدعم للمحتاجين والفقراء في المجتمع.

بالتالي، يتعين علينا جميعا أن نتذكر قيمة العيد في تعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية وبناء جسور التواصل بين الناس من خلال التضامن والتواصل الإيجابي. وبالنظر إلى الظروف الراهنة التي يمر بها العالم، يصبح الاحتفال بعيد الفطر هذا العام أكثر أهمية من أي وقت مضى، لتعزيز الأمل والتفاؤل والتضامن في مواجهة التحديات والصعوبات التي تعصف بالبشرية. ومن خلال تجديد العهد بالتعاون والتلاحم، يمكننا تخطي الصعاب والمشاكل التي تواجهنا، والمضي قدما نحو مستقبل أفضل للجميع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.