في مشهد أثار دهشة المشاهدين وتساؤلات المتابعين، ظهور وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أمس (الأربعاء) خلال حوار تلفزيوني على شبكة «فوكس نيوز»، واضعاً علامة «صليب أربعاء الرماد» على جبينه، الذي تزامن مع مناسبة دينية مسيحية، أشعل جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ورسم علامات استفهام حول دلالاته السياسية والدينية في سياق دبلوماسي معقد.

وخلال الحوار تناول روبيو قضايا دولية ملحة مثل التوترات في غزة والأزمة الأوكرانية، لكن ما لفت الأنظار لم يكن حديثه السياسي، بل العلامة الواضحة على جبينه، «الصليب» المرسوم بالرماد، ويُعد رمزاً تقليدياً لمناسبة «أربعاء الرماد» التي تُمثل بداية الصوم الكبير لدى الكنائس المسيحية الغربية، وهي فترة تمتد 40 يوما استعدادا لعيد الفصح.

لم يقتصر الجدل على الولايات المتحدة، بل امتد إلى الساحة الدولية، خصوصا في الشرق الأوسط، حيث تُراقب الأوساط السياسية مثل هذه الإشارات الدينية بحساسية بالغة نظرا لتاريخ المنطقة المعقد، في تعليقات متفرقة على منصات التواصل، اعتبر بعض المحللين العرب أن ظهور روبيو بهذا الشكل قد يُفسر كرسالة رمزية للقاعدة المسيحية المحافظة في أمريكا، بينما رأى آخرون أنه يعكس تداخل الدين بالسياسة الخارجية الأمريكية، وهو أمر قد يثير مخاوف في دول تسعى للحيادية الدينية في التعاملات الدبلوماسية.

ما هو «صليب أربعاء الرماد»؟

«أربعاء الرماد» هو اليوم الأول من الصوم الكبير في التقاليد المسيحية الغربية، ويُمارس في الكنائس الكاثوليكية والأنجليكانية واللوثرية وغيرها، خلال هذا اليوم يضع الكهنة رمادًا غالبًا من حرق أغصان النخيل المستخدمة في أحد الشعانين السابق على جباه المؤمنين على شكل صليب، كرمز للتوبة والتواضع وتذكير بفناء الحياة الدنيوية، لتكون العبارة التقليدية المصاحبة لهذا الطقس هي: «من التراب أتيت وإلى التراب تعود».

أخبار ذات صلة

 

من فعل هذا من قبل؟

لم يكن «روبيو» أول مسؤول أمريكي بارز يظهر بعلامة «أربعاء الرماد»، فقد سبقه الرئيس السابق جو بايدن، وهو كاثوليكي ملتزم، الذي ظهر مرات عدة بهذه العلامة خلال فترة رئاسته ونائبًا للرئيس باراك أوباما، كما شوهد مسؤولون آخرون، مثل نائب الرئيس الحالي جيه دي فانس، يشاركون في هذا التقليد علنًا، ومع ذلك، فإن ظهور «روبيو» يبقى استثنائيًا بسبب توقيته خلال مقابلة سياسية مركزية، ما أضاف بُعدًا جديدًا للنقاش حول العلاقة بين الدين والسياسة في أمريكا.

بينما يواصل العالم متابعة تداعيات هذا الظهور، يبقى السؤال: هل كان اختيار روبيو لهذا الرمز تعبيرًا شخصيًا عن إيمانه، أم خطوة مدروسة تحمل دلالات سياسية أعمق؟ في كلتا الحالتين، نجح الحدث في لفت الأنظار، تاركاً خلفه نقاشاً سيستمر لأيام، وربما أسابيع، في الأوساط السياسية والإعلامية على حد سواء.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.