رغم أن الفارق ما زال يفصل بين دونالد ترامب وتوليه منصب الرئيس في يناير المقبل، إلا أن تأثير أسلوبه وتكتيكاته قد بدأ يشكل تحدٍ كبير عبر المحيط الأطلسي، مما أثار رعبا في السياسة الأوروبية. حيث يعتبر ترامب لا يمثل مجرد سياسي تحولت مسارات الانتخابات الأمريكية بفضله، وإنما يُنظر إليه كقدوة خطيرة للقادة الأوروبيين الطامحين. وقد أوردت صحيفة واشنطن بوست أمثلة لسياسيين أوروبيين يحاكون ترامب في سلوكياتهم.

من بين هؤلاء السياسيين، كيمي بادينوك في بريطانيا، التي انتخبت رئيسة لحزب المحافظين، حيث هاجمت السياسات المؤيدة للتنوع والهجرة وانتقدت الطبقة البيروقراطية. ورغم عدم تشابهها مع ترامب في المظهر أو الأصل، إلا أنها تُقارن إلى حد كبير بالرئيس الأمريكي المنتخب. كما ذكرت الصحيفة أيضا أمثلة من ألمانيا حيث أُدين قادة حزب البديل من أجل ألمانيا بسبب تشددهم المتصل بالنازية.

وفي محاولة لاحتواء تأثير ترامب، هاجمت اليسار الأوروبي بقيادة جان لوك ميلانشون في فرنسا الحكومة اليمينية الجديدة واعتبرها غير شرعية وطالب بتشكيل حكومة جديدة. ومع أن الشعوب الأوروبية تحتقر ترامب، يمكن لبعض القادة أن يسعوا لاسترضائه، ما يزيد من احتمالية انتشار ظاهرة “الترامبية” في أوروبا وخلق خطر محدق.

وعلى الرغم من رفض القارة العجوز لترامب، إلا أن هناك قائمة من القادة الأوروبيين المعجبين به، من بينهم رؤساء وزراء مثل فيكتور أوربان في المجر وروبرت فيكو في سلوفاكيا، إلى جانب الهولندي خيرت فيلدرز. ورغم أن ترامب يعجب هؤلاء القادة “غير الليبراليين والمتعصبين”، إلا أن الخوف من تأثيره على المجتمعات الأوروبية يبقى قائما، وتبقى التحديات متسارعة لمواجهة هذا الظاهرة الجديدة.

بجانب ذلك، يظهر أن تأثير ترامب ليس مقتصراً على السياسيين الأوروبيين وإنما يمتد إلى الشعوب أيضا، كما تبين ذلك ردود الأفعال العنيفة على نتائج الانتخابات في بعض البلدان الأوروبية. وعلى الرغم من توجهات اليسار واليمين المتطرفين في أوروبا، تبقى التحديات كبيرة أمام القادة الأوروبيين لمواجهة هذا التحدي الجديد الذي يهدد بتقويض النظام السياسي التقليدي وتقليص الدعم للتحالفات التقليدية وإحداث تغييرات جذرية في السياسة الأوروبية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version