رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد غادر الى الولايات المتحدة الأمريكية لاجراء اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك في زيارة رسمية تستهل بهذا الاجتماع الهام. من المتوقع ان يتناول الاجتماع عدة مواضيع مهمة مثل علاقة الشراكة بين البلدين والترتيبات الأمنية بعد انهاء تأثير تنظيم “داعش”. وتشير التقارير الى احتمالية مناقشة قضية سحب القوات الأمريكية من العراق، على الرغم من تباين الأنباء حول هذا الموضوع.
تأتي هذه الزيارة في ظل اهتمام كبير بمستقبل العلاقة العسكرية والأمنية بين العراق والولايات المتحدة، حيث تشير التصريحات الرسمية الى استمرار تعزيز القدرات الأمنية والدفاعية للعراق بغض النظر عن تفاصيل الانسحاب الأمريكي. قد تكون هذه الزيارة فرصة للتأكيد على بقاء الجيش الأمريكي في العراق وتعزيز الشراكة بشكل مستدام، بينما تثير تصريحات السفيرة الأمريكية جدلا حول الهدف الحقيقي لهذه الزيارة.
من جانبها، أعربت فصائل مسلحة في العراق عن معارضتها لاستمرار وجود القوات الأمريكية واعتبرتها احتلالا وانتهاكا للسيادة الوطنية. يعتبر زعيم العصائب الشيخ قيس الخزعلي ان نجاح زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن يعتمد على قرار واضح بسحب القوات الأمريكية من العراق. ويرى العديد من الاطراف ان استقرار العراق والمنطقة بشكل عام يتطلب حلا سريعا لهذه القضية الحساسة.
قبل زيارته الى الولايات المتحدة، تحدث رئيس الوزراء العراقي عن رغبته في انهاء تأثير الفصائل المسلحة في العراق والعمل على تعزيز الاستقرار السياسي والأمني. وشدد على ان قرار الحرب والسلام يبقى حقا حصريا للدولة، وان التعاون مع العراق يعتبر مفتاحا لاستقرار الشرق الأوسط. هذه التصريحات تأتي في سياق السعي لتحسين العلاقات بين البلدين وتحقيق تفاهم بشأن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق.
من المهم أن يتم التوصل الى تفاهمات واضحة خلال هذه الزيارة بين العراق والولايات المتحدة حول احترام السيادة الوطنية وتعزيز التعاون الأمني بين البلدين. قد تكون هذه الزيارة نقطة تحول هامة في العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، وتفتح الباب امام فرص جديدة للتعاون المشترك في مجالات متعددة. يتطلب هذا الامر جهودا جادة من الجانبين لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة وضمان حقوق القوات العراقية والشعب العراقي بما يضمن الوحدة والازدهار للبلاد.