في أكتوبر من عام 2023، شهدت السياسات العراقية تحولًا كبيرًا بناءً على انخراط الفصائل المسلحة الحليفة لإيران في حرب غزة وجنوب لبنان. تم اعتبار العراق رسميًا ضمن نطاق الحرب وبنك الأهداف القادمة في خطط الجيش الإسرائيلي. وبالرغم من تأكيدات الحكومة العراقية على استمرارها في جانب إنساني فقط، فإن رئيس الوزراء محمد السوداني وجد نفسه مشاركًا في هذه الحرب بشكل فعلي من خلال توجيه هجمات إلى القواعد الأمريكية والمشاركة في الاشتباكات ضد الداخل الإسرائيلي.
أصبح من الضروري الآن تفادي هذه الحرب وآثارها المدمرة على العراق، وذلك باتخاذ خطوات دبلوماسية تتضمن إخراج العراق من دائرة الصراع في المنطقة. يتضافر في هذه السياق مسار الدبلوماسية مع ضرورة إيجاد حلول سريعة للخلافات الداخلية بين الفصائل المسلحة وتركيز السلاح بيد الدولة العراقية بشكل فعال.
من الواضح أن الحكومة العراقية مدعوة إلى اعتماد مبادرات دبلوماسية وسياسية لتفادي الاحتقان والتوتر في المنطقة. يجب عليها الالتحاق بمبادرة المملكة العربية السعودية للاعتراف بدولة فلسطين واتخاذ موقف حازم يضمن الاستقرار للمنطقة. كما يجب على الحكومة التفاوض بسرعة مع إيران لوقف تحريض حلفائها في العراق والعمل على تقديم حلول سريعة وفعالة للأزمة.
يتطلب الوضع الحالي في العراق مرونة وقدرة على اتخاذ القرارات السريعة والحاسمة لحماية مصالح البلاد. الحكومة العراقية على موعد مع تحديات كبيرة في الفترة القادمة، وعليها أن تكون على قدر المسؤولية وتبادر بتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية للحفاظ على استقرار البلاد.
بالنظر إلى التطورات الأخيرة في المنطقة وتورط العراق في صراعات خارجية، يبدو أن الوضع سيزداد تعقيدًا وصعوبة. يجب على الحكومة العراقية اتخاذ خطوات حاسمة وسريعة لتجنب تدهور الأوضاع والحفاظ على السلم والاستقرار في البلاد. بالتنسيق مع القوى الإقليمية والدولية، يمكن للعراق تجاوز هذه الأزمة والعمل نحو بناء مستقبل أفضل للجميع.