زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين إلى بيروت كانت محور تعليقات رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي وصف الزيارة بأنها الفرصة الأخيرة وعلق على ما دار بينهما بالقول “العبرة في التنفيذ”. ويبدو ان بري كان يتوجس من هذه الزيارة، حيث تسربت معلومات تفيد بأن هوكشتاين جلب معه “ورقة استسلام حزب الله”، وعاد دون أن يحصل على إشارة من بري. الزيارة لم تحقق أهدافها غير المعلنة وانعكست بتصعيد عسكري على الأرض.

ويبدو أن الرسالة الأساسية من الزيارة كانت بان هناك شروط يجب على حزب الله تنفيذها، وإلا فإن الحرب ستستمر بوتيرة تصعيدية أكبر. يجب على الحزب تنفيذ بعض الشروط مثل إعادة سكان الشمال وإبعاد حزب الله وتوسيع مهمات القوات الدولية. هناك اتفاق على وقف الأعمال العسكرية لثلاثة أسابيع، ولكن هذا ليس كافيا حسب هوكشتاين الذي يريد ضمان لتطبيق القرار الدولي 1701.

زيارة هوكشتاين أعادت إحياء اتفاق وقف الأعمال العسكرية، ولكن التحكم بالمجريات السياسية يبدو أنه بيد نتنياهو. الكرة الآن في ملعب نبيه بري الذي يفاوض بإسم حزب الله والدولة اللبنانية. يبدو أن الوضع الحالي لن يعود كما كان ولا يمكن عودته دون حصول على ضمانات محددة تتعلق بتطبيق القرارات الدولية.

الزيارة كانت ذات أهمية كبيرة، لكن الاتفاقات والشروط المطروحة تعتبر صعبة التنفيذ وتتطلب تعاونا كبيرا من جميع الأطراف. يبدو ان المحادثات في هذه المرحلة المصيرية تتحكم بها بري ويجب عليه معالجة الأمور بحكمة وتوجهات واضحة للوصول إلى اتفاق يحفظ مصلحة لبنان ويوقف النزاعات الدائرة.

يبدو أن الزيارة كشفت عن وجود توترات وخلافات كبيرة بين الأطراف اللبنانية والدولية، وعلى بري تحمل المسؤولية الكبيرة في إدارة هذه الأوضاع والبحث عن حلول توافقية لتجنب المزيد من التصعيد والصراعات. يجب عليه العمل على التوسط بين الأطراف وتحقيق الاستقرار والسلم في البلاد.

بالنظر إلى ما تم تسريبه عن الزيارة ونتائجها، يبدو أن الوضع في لبنان ما زال معقدا ومحتدما، ويلزم تدخل دولي وتوافق واسع بين الأطراف لإيجاد حلول جذرية ومستدامة. يجب على بري وغيره من القادة اللبنانيين البحث عن سبل للخروج من هذه الأزمة والعمل على تحقيق السلم والاستقرار في البلاد من خلال حوار وتفاهم وطرق سلمية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version