رغم مغادرة وفدي حماس وإسرائيل القاهرة، ومغادرة مدير المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت انهيار المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأعلنت حماس أن الكرة الآن في ملعب تل أبيب لإعطاء جواب حول التعديلات التي أدخلتها على المقترح المطروح في العاصمة المصرية. وقد كشفت مصادر مطلعة أن التعديلات تضمنت موافقة إسرائيل على وقف أولي للقتال لمدة 12 أسبوعا بدلاً من ستة أسابيع.

وأشار مسؤولون أمريكيون إلى توقف مؤقت في المحادثات، في حين شدد وزير الخارجية المصري على ضرورة حث الأطراف على إبداء المرونة للتوصل لهدنة تضع حداً للمأساة الإنسانية في القطاع وتسهل وصول المساعدات الإنسانية للسكان. وكان الجانب الإسرائيلي قد عبر عن تحفظاته على مقترح حماس لاتفاق إطلاق سراح الأسرى، دون ذكر المزيد من التفاصيل حول العقبات التي حالت دون التوصل لاتفاق خلال المحادثات.

ترددت أخبار عن تمسك حماس بوقف دائم لإطلاق النار، بينما طلب وفد إسرائيل تعبيراً أكثر دقة باستبدال “وقف دائم” بـ”وقف مستدام”، رغم عدم وضوح الفرق بين التعبيرين. ومن بين القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها هو انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل القطاع، الأمر الذي رفضته إسرائيل في السابق ولا تزال ترفضه.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية المصري عن تأكيده على أهمية إيجاد حلاً دائماً يضمن وقف الأعمال العدائية ويسهم في تحقيق الاستقرار داخل قطاع غزة. في الوقت نفسه، أكد مسؤولون أمريكيون على استمرار التحفظ في المفاوضات وضرورة بذل المزيد من الجهود لإنهاء الصراع.

تظل المفاوضات الجارية بين حماس وإسرائيل تجربة صعبة ومعقدة، حيث تبحث الطرفين عن توصل لاتفاق يضع حداً للصراع ويوفر بيئة مستقرة للسكان. ورغم التقدم البسيط الذي يبدو أنه تحقق، يبقى الطريق طويلاً أمام الأطراف للوصول إلى اتفاق نهائي يلبي مطالب الجانبين ويحقق الاستقرار المرجو للمنطقة.

بالتالي، يبقى الوضع في قطاع غزة متأزماً ويحتاج إلى جهود دولية أكبر لإيجاد حلول دائمة للتهدئة ووقف النزاع. وعلى الرغم من التحفظات والعراقيل التي تواجهها المحادثات، يبقى الأمل موجوداً بالتوصل إلى تسوية ترضي كافة الأطراف وتسهم في إعادة بناء الثقة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version