أفاد الصحفي الفلسطيني محمد خيري أن مسيرة حزب الله التي ضربت بنيامينا جنوبي حيفا كانت من نوع “متطور جدا”، وأشار إلى وجود تعتيم كبير في الإعلام الإسرائيلي حول المكان المستهدف. وأكدت مصادر إسرائيلية أن المسيرة ضربت مكانا دون نشر تفاصيل كافية عنه، مما أثار تساؤلات حول وجهتها وأسباب الاعتداء. وشهدت المنطقة بين بنيامينا ووادي عارة وجود عدد كبير من الجنود الإسرائيليين يسعفون الجرحى في الموقع المستهدف.
وبناء على مصادر إسرائيلية، بدأت مسيرات حزب الله بالتحرك على مسارات معروفة مسبقا والتي تساعدها في تجنب أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، مما يسهل اختراقها وتنفيذ الهجمات المفاجئة. وقد خالفت هذه المسيرة التكتيكات المعتادة لحزب الله، حيث أنها نفذت هجوما مباغتا وناجحا على موقع عسكري إسرائيلي دون الكشف عن تفاصيل دقيقة حول العملية. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي تدمير العديد من الصواريخ الخاصة بحزب الله، لكن ذلك لم يمنعه من استمرار هجماته.
وأعلن حزب الله أنه نفذ عملية بنيامينا باستخدام سرب من المسيرات الانتحارية، وردا على الهجمات الإسرائيلية السابقة على مناطق لبنانية. وأكدت التقارير الأمنية والعسكرية أن الحزب ما زال يمتلك إمكانيات وقدرات قوية تمكنه من شن هجمات داخل الأراضي الإسرائيلية بنجاح ودون تفاهم. تأتي هذه العملية في سياق تصاعد التوترات بين الطرفين، حيث تكثف إسرائيل عمليات القصف وحماية حدودها، بينما يواصل حزب الله تنفيذ هجماته استعراضا لقوته وقدرته على الرد بقوة.
وقد أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقتل 3 مواطنين وإصابة 67 آخرين بالهجوم المزدوج باستخدام المسيرات والصواريخ الذي نفذه حزب الله. ووصف هذا الهجوم بأنه الأكثر دموية منذ بدء الحرب بين الطرفين، ويأتي في إطار تصعيد العمليات القتالية بينهما. ومن المتوقع أن تزيد هذه الهجمات من حدة التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، وتشعل مخاوف من تصاعد العنف والصراع.
وتؤكد الأوساط السياسية والعسكرية الفلسطينية والعربية على ضرورة وقف التصعيد والعنف بين الجانبين، وإيجاد حل سلمي للنزاعات القائمة، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. وفي ظل تصاعد الأحداث العسكرية والأمنية، يجب على المجتمع الدولي التدخل لوقف التصعيد والعمل على وقف إطلاق النار وبدء عملية تفاوضية لحل النزاعات وتحقيق السلام المستدام بين الطرفين. وتحذر الجهات الدولية من أن استمرار الصراع في المنطقة سيؤدي إلى مزيد من الدمار والخسائر البشرية، ويجب وضع حد لهذا الوضع الخطير والبحث عن حلول جذرية وفعالة لإنهاء الصراع واستعادة الأمن والاستقرار.