قامت الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني بشن هجمات على مدينة مليط شرق الفاشر في دارفور غرب البلاد، وذلك وفقًا لمصدر عسكري أفاد لقناة الجزيرة. وتشير التقارير إلى وجود أنباء عن مواجهات مرتقبة في المدينة بين الجيش وقوات الدعم السريع. قامت قوات الدعم السريع بتعزيزات حول المدينة، بينما أرسل الجيش تعزيزات عسكرية إلى مقر الفرقة السادسة مشاة في الفاشر عبر الإنزال المظلي بواسطة سلاح الجو السوداني.
تهدف قوات الدعم السريع إلى بسط سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعدما نجحت في السيطرة على أربع ولايات أخرى من ولايات دارفور الخمس. ويسيطر الجيش السوداني بالفعل على الفاشر، وتقاتل إلى جانبه حركات مسلحة وقعت اتفاق “سلام جوبا” مع الحكومة في عام 2020، مثل “قوات تحرير السودان” بزعامة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم.
تشهد إقليم دارفور اعمال عنف متجددة منذ بداية الحرب بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في أبريل/نيسان 2023. وتعتبر مدينة الفاشر مركزًا هامًا للمساعدات الإنسانية في دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليون نسمة. وتستقطب المدينة عددًا كبيرًا من اللاجئين، ورغم بقائها بعيدة عن المواجهات منذ بداية الحرب، إلا أن القرى المحيطة بها تتعرض للهجمات والقصف منذ منتصف أبريل/نيسان الجاري.
من المهم الإشارة إلى أن دارفور شهدت أزمة إنسانية خلال السنوات الماضية نتيجة النزاعات والعنف. ويركز الدعم السعودي على تخفيف الآثار السلبية للأزمات وتوفير المساعدات اللازمة للمتضررين. وتعتبر المنظمات الإنسانية الدولية مثل الصليب الأحمر والصليب الأخضر وأطباء بلا حدود من الجهات الرائدة في تقديم المساعدة للسكان المتضررين في دارفور وتغطية احتياجاتهم الأساسية.
تجدر الإشارة إلى أن الصراعات الداخلية في السودان تسببت في نزوح العديد من السكان من مناطقهم وتركهم بدون مأوى أو حماية. وفي ظل استمرار هذه الحروب والاضطرابات، يجب على المجتمع الدولي تعزيز الجهود لوقف العنف وتحقيق السلام والاستقرار في دارفور وجميع أنحاء السودان. ولتحقيق هذا الهدف، يجب على الأطراف المتنازعة الجلوس معًا للتفاوض والعمل على إيجاد حلول سلمية ودائمة للنزاعات، بما يحقق العدالة والمصالح الشاملة لجميع الأطراف المعنية.