كشفت صحيفة “هآرتس” عن خطة سرية لإسرائيل وراء الانسحاب شبه الكامل لقواتها من جنوب قطاع غزة، مع الاحتفاظ بقوة صغيرة لمواصلة العمليات هناك. وأعرب ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي عن أملهم بأن يؤدي هذا الانسحاب إلى خروج المسلحين من مخابئهم في المنطقة، مشيرين إلى حالة الإرهاق القتالي كسبب للانسحاب وعدم الجدوى من تواجد كبير للجيش هناك. وأكدت المصادر أن إسرائيل تأمل في استمرار المسلحين بخروجهم رغم احتمال إطلاق صواريخ رداً.
زاد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي على التصريحات بالقول إن الحرب في غزة مستمرة، وأن الجيش سيصل إلى المسؤولين في حماس وسيواصل استهداف العناصر المخربة وتدمير بنى تحتية مسلحين. وأشار إلى أن هناك خططاً محددة للجيش سيتم تنفيذها بعد اتخاذ القرار بشأنها، مما يثير التساؤلات حول الخطط الحربية القادمة خصوصاً مع عودة مقاتلي حماس إلى مناطق سيطرة إسرائيلية سابقة.
ومن جانبها، رأت صحيفة “نيويورك تايمز” أن انسحاب إسرائيل من جنوب غزة يثير تساؤلات فيما يتعلق بالخطط العسكرية المستقبلية، خاصة مع عودة مقاتلي حماس إلى المناطق التي زعمت إسرائيل سيطرتها عليها، وذكرت أن حتى كبار المسؤولين في البيت الأبيض كانوا مندهشين من هذا القرار. وأشارت “هآرتس” إلى أن هناك تفسيرات مختلفة لانسحاب إسرائيل، منها صلة القرار بصفقة محتملة أو توجه نحو عملية عسكرية في رفح أو حتى امتداد مدة الحرب لصالح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ووصفت صحيفة “جيروزاليم بوست” الانسحاب بأنه مذهل وطرحت تساؤلات حول مدى تأثير الضغوط الأمريكية أو التفاوض بشأن الرهائن على هذا القرار. ورأت أن إسرائيل ستحتاج إلى استراتيجية جديدة أو تنازلات أكبر لاستعادة المزيد من الرهائن لتحسين الوضع في القطاع. وفي ظل هذه التطورات الدراماتيكية، يبقى السؤال حول مستقبل التوترات في القطاع محوراً للتحليل والتوقعات في الأيام القادمة.