أثار إطلاق الصاروخ الباليستي اليمني “ذو الفقار” أمس الاثنين على مطار بن غوريون الإسرائيلي موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي وبين المتابعين للشأن اليمني، وسط تساؤلات حول دلالات هذا التطور النوعي وتوقيته ومدى تأثيره المستقبلي على مجريات العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح الناطق العسكري باسم قوات الحوثيين يحيى سريع أن العملية استهدفت مطار اللد (بن غوريون) بصاروخ “ذو الفقار”، مما أجبر نحو 4 ملايين إسرائيلي على دخول الملاجئ وتسبب في تعليق حركة الملاحة بالمطار.

وانعكست على مواقع التواصل حالة تفاعل لافتة، حيث ركز النشطاء والسياسيون على طبيعة الصاروخ الجديد، ومدى قدرته على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

ونفى كثير من المغردين نجاح منظومتي “حيتس” الإسرائيلية و”ثاد” الأميركية في اعتراض الصاروخ، مستدلين على ذلك بغياب أي فيديو يوثق عملية اعتراض أو انفجار الصاروخ في السماء، ومعتبرين أن مزاعم الاعتراض اقتصرت على الرواية الإسرائيلية الرسمية.

وانتشرت مشاهد توثق تحليق الصاروخ في أجواء فلسطين المحتلة دون رصد أي عملية اعتراض، في حين سُجلت في القدس لحظات فرح وتكبيرات في المساجد بالتزامن مع مرور الصاروخ في سماء المدينة.

وعلق أحد الحسابات بأن “إسرائيل أصبحت حقل تجارب للآلة العسكرية اليمنية”، وأن صنعاء تحولت إلى منصة صواريخ لدعم غزة، في وقت أشار فيه آخر إلى أن “ذو الفقار” شل حركة تل أبيب والمدن المحتلة بعد تفعيل صفارات الإنذار بشكل غير مسبوق، بحسب الإعلام الإسرائيلي.

ورأى البعض أن الصاروخ خضع لتطوير كبير، مشيرين إلى تصريحات نائب رئيس الهيئة الإعلامية للحوثيين نصر الدين عامر، الذي اعتبر إطلاق الصاروخ “تجربة عملياتية جديدة”، وتوعد تل أبيب بالمزيد.

كما ذهب العديد من المعلقين إلى أن “ذو الفقار” مزود برأس مناورة متطورة يصعب كشف اتجاهه واعتراضه، مما يزيد من إرباك منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.

وبشأن توقيت الهجوم، ربط كثيرون بينه وبين عملية نوعية للمقاومة في جباليا، معتبرين ذلك “رسالة على وحدة العمل المقاوم الفلسطيني اليمني”، وردا على التصعيد الإسرائيلي والحصار المتواصل وتدنيس المسجد الأقصى.

واعتبر بعض النشطاء أن اختيار الصاروخ الباليستي على حساب الصواريخ الفرط صوتية جاء لإرباك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهو ما تحقق بالفعل بإدخال ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وتعطيل حركة الطيران.

من جهة أخرى، رأى محللون عسكريون أن استخدام “ذو الفقار” شكل مفاجأة لإسرائيل، ويشير إلى وجود جيل جديد من الصواريخ المطورة، مما قد يزيد من صعوبة التصدي لها ويرفع تكلفة الحرب اقتصاديًا وأمنيًا على الاحتلال.

في حين ذهب بعض المحللين السياسيين إلى أن استمرار استهداف المطارات والموانئ قد ينقل مطار بن غوريون إلى مصير ميناء إيلات، الذي أُغلق بالكامل بعد استهدافه من قبل أنصار الله (الحوثيين).

كما اعتبر آخرون أن عزل إسرائيل دوليًا وخنقها اقتصاديا، مع تحييد واشنطن عن التصعيد مع اليمن، قد يدفع حكومة نتنياهو إلى قبول شروط المقاومة والتفكير جديًا في إبرام هدنة طويلة الأمد.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.