كشفت وثيقة داخلية إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يرفض إجراء نقاش استراتيجي حول أهداف الحرب على قطاع غزة، على الرغم من اتفاق أعضاء مجلس الحرب على ضرورة إجراء مثل هذه المناقشة بحلول نهاية الأسبوع الأول من أبريل. وبالرغم من تقديم عدد من الطلبات خلال الأيام الأخيرة من قبل وزراء في المجلس لعقد المناقشة، لم يقم نتنياهو بتنفيذ هذا الاتفاق، دون الكشف عن الأسباب الدقيقة لرفضه لذلك.
وفي اجتماع مجلس الحرب الذي عُقد يوم أمس، استغل نتنياهو الفرصة لمهاجمة الوفد الإسرائيلي المفاوض بسبب ما وصفها بالإحاطات الكاذبة، معبراً عن رفضه لتصرفاتهم التي قد تعرقل جهود إعادة المساعدة. وتعود هذه الاتهامات إلى عدم تلبية الوفد لمطالب إسرائيل، وعدم التزامهم بالشروط الموضوعة من قبلها.
ومن جانب آخر، تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة، منذ أكتوبر 2023، على الرغم من قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار على الفور. وقد أديت هذه الحرب إلى وفاة العديد من الضحايا المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء، وتسببت في كارثة إنسانية هائلة ودمار كبير في البنية التحتية للمنطقة. ورغم هذا الوضع، فإن نتنياهو لم يتفضل بعقد المناقشة الاستراتيجية اللازمة لوضع استراتيجية للحرب.
وكان الاجتماع الذي عُقد في 14 أبريل، قد تم من أجل بحث الرد على الهجوم الإيراني الذي وقع قبل ذلك بيوم، دون الحديث عن مسألة الأسرى الإسرائيليين في غزة. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة زيادة في الضغوط العسكرية والسياسية على حماس، من جانب إسرائيل، رداً على رفضها لجميع عروض الإفراج عن الأسرى.
وبالنظر إلى هذا السياق، فإن رفض نتنياهو لإجراء المناقشة الاستراتيجية يمثل تقصيراً في أداءه كزعيم، خاصةً في وقت تتواصل فيه الحرب على غزة، دون بناء استراتيجية واضحة. وتستند سياسته على زيادة الضغط على حماس وعلى توجيه ضربات “مؤلمة” إليها، دون النظر إلى استراتيجية شاملة وفعالة للتعامل مع الأزمة الإنسانية والسياسية في المنطقة.
وبالتالي، يجب أن تبذل المجتمع الدولي جهوداً أكبر لوقف الحرب على غزة والسعي نحو تحقيق السلام والعدالة في المنطقة، خاصةً في ظل استمرار العنف والدمار الهائل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني. وعلى نتنياهو أن يتخذ إجراءات فعالة وملموسة للتخفيف من معاناة المدنيين وإيجاد حل سلمي للنزاع، بدلاً من رفض المناقشة والاكتفاء بزيادة العنف والقمع.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.