كشف سائقون عن مخالفات مرورية ارتبطت بمواقف طريفة وجدلية، رصدتها «الإمارات اليوم»، من بينها مخالفات سُجلت لشخص تصل غرامتها إلى نحو 17 ألف درهم بوساطة جهاز رادار واحد يلتقطه يومياً، لعدم إدراكه أن سرعة الطريق أقل مما يعرفه.

وقال السائقون لـ«الإمارات اليوم» إن مواقف كثيرة تعتمد على مرونة رجل الشرطة، فهناك من يتسامح والآخر يتشدد حيال المخالفة ذاتها، وأشاروا إلى أن هناك بعض المخالفات التي يرونها غير مبررة، مثل مخالفة عدم استخدام الإشارة أثناء تغيير المسار، إذ تكررت بشكل ملحوظ من دون شرح آلية تسجيلها غيابياً.

وكشف مصدر مروري لـ«الإمارات اليوم» أن كثيراً من السائقين لا يستوعبون أن أجهزة الضبط المروري تطورت إلى حد كبير، وأصبحت ترصد مخالفات عدة كان يتم تسجيلها حضورياً في ما سبق، مثل الحديث في الهاتف وعدم الالتزام بخط السير أو حتى الضجيج والمخفي، وأشار إلى أن الحل يكمن في الالتزام بالقانون وليس الاعتماد على مرونة أو صرامة رجل المرور.

وتفصيلاً قال (و.ح)، سائق، إنه تعرض لموقف لا يمكن أن ينساه، وكان درساً قاسياً له، إذ أفلت من عقوبة صارمة كان يمكن أن تصل إلى الحبس، بسبب سوء تصرف منه ناتج عن حالة إرهاق، وقضاء فترة طويلة في العمل وتأخر الوقت.

وشرح أنه كان عائداً من عمله نحو الساعة الرابعة صباحاً، وحين دخل إلى المنطقة التي يسكن بها اتخذ قراراً غريباً وغير مبرر – حسب وصفه – إذ قرر الدوران من فتحة مخصصة للقادمين من الجهة المقابلة، رغم أن الفتحة المخصصة لمساره لا تبعد إلا نحو 100 متر فقط، لكنه اعتقد أن الوقت متأخر ولا توجد سيارات ولن يلاحظ أحد.

وأضاف أنه فور دورانه فوجئ بدورية شرطة تقف على جانب الطريق، وأشار له سائقها بالوقوف، فاتخذ ما وصفه بأغبى قرار في حياته، وهو الانطلاق مسرعاً معتقداً أن الدورية لن تلاحقه، وأنه سيبرر موقفه بأنه لم يلاحظ وجودها.

وأشار إلى أن الدورية لاحقته فتوقف مباشرة على جانب الطريق أمام مركبة الشرطة، وهو مدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه، واستغرب الشرطي موقفه، متوقعاً أنه في حالة غير طبيعية، وقال له: «هل يعقل أن تعالج خطأً بجريمة؟».

وتابع أنه نزل من السيارة متوجهاً إلى الشرطي الآخر الذي كان يجلس في الدورية، ليلتمس منه العفو أو تخفيف المخالفة، وحين شرع في الحديث قدمت سيارة مسرعة من الخلف واصطدمت بجانب من الدورية، لينال المخالفة، مؤكداً أنه تعلم الدرس جيداً، ولم يكرر إطلاقاً هذا التصرف مرة أخرى.

من جهته كان محمد محمود أقل حظاً من سابقه، إذ ظل يتعرض لمخالفة واحدة لمدة تقرب من شهر، من دون أن يعلم بها، بسبب تغييره رقم هاتفه، وعدم تسجيل الرقم الجديد في النظام المروري.

وقال إنه اعتاد استخدام نفق المطار، وكان يظن أن السرعة ثابتة في المسافة التي تمتد من النفق مروراً بشارع الخيل بحدود 120 كيلومتراً في الساعة، وأدرك بعد فوات الأوان أن السرعة 100 كيلومتر فقط، واحتاج إلى تقسيط نحو 17 ألف درهم غرامات تراكمت عليه بسبب «رادار واحد».

بدوره أفاد عماد عادل بأن هناك مخالفات كانت مرونة الشرطي عاملاً في تسجيلها من عدمه، لافتاً إلى أن دورية استوقفته ذات مرة بعد خروجه من عمله، على طريق رئيس، مع بداية حلول الظلام، لأنه لم يضئ أنوار المركبة، فالتمس من الشرطي عدم تسجيلها لأنه خرج أثناء النهار ونسي تشغيل الإضاءة، لكنه أصر على تسجيل المخالفة.

في المقابل، كان يقود سيارته قبل منتصف الليل بساعة تقريباً، ونسي أيضاً تشغيل الإضاءة، ففوجئ بدورية تسير إلى جانبه، ويطلب منه الشرطي بكل لطف إضاءة الأنوار حتى لا يتعرض للمخالفة، وطالب باستخدام روح القانون مع بعض المخالفات غير المتعمدة.

فيما ذكر خالد إبراهيم أنه يتفهم جيداً ضرورة التعامل بحزم من قبل رجال المرور، لكن هناك فئة تتمتع باللطف المحبب إلى النفس، التي تجعل أفرد المجتمع يتقبلون كل قراراتهم حتى لو كانت تحرير مخالفات، ولفت إلى أنه كان في زيارة لإمارة أخرى لا يعرف شوارعها جيداً، وأثناء خروجه من شارع خدمات إلى شارع رئيس تبع سيارة استخدمت فتحة خاطئة، فاستوقفته دورية شرطة.

وأفاد بأنه حاول تبرير موقفه لرجل المرور وأخبره بأنه غريب وتائه في المنطقة، فابتسم له الشرطي، وقال له بلطف: «يمكنك أن تتوه كل يوم مرحباً بك، لكني خالفت غيرك»، ولفت إلى أنه ابتسم وشكره ولم يغضب من المخالفة.

وقال عمر محمد إنه حاول التحايل ذات مرة للمرور أمام مركبات ملتزمة بخط سيرها على أحد التقاطعات، واخترق المسار من منطقة متقدمة، ففوجئ بالشرطي في انتظاره، وحين وقف قال لرجل المرور بكل مودة: «هل تعلم أن اليوم يصادف عيد مولدي، فهل يرضيك؟»، فابتسم له الشرطي قائلاً: «اعتبرها هدية بسيطة حفاظاً على سلامتك»، وحرر له المخالفة.

من جهة أخرى، شكا سائقون تسجيل مخالفات غيابية لا تبدو منطقية، أبرزها عدم استخدام الإشارة أثناء تغيير المسار، ولفتوا إلى أنهم فوجئوا بتكرار هذه المخالفة، وليس لديهم علم بآلية تسجيلها أو توثيقها.

بدوره، قال مصدر مروري، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الإمارات اليوم»: «بداية لا توجد مصلحة أو معرفة سابقة بين رجل المرور والسائق، لذا لا يمكن اعتبار أن هناك أي نوع من التصيد للخطأ، كما لا يمكن الاعتماد على درجة مرونة الشرطي أو صرامته، فهو في نهاية الأمر مطالب بتطبيق القانون حفاظاً على سلامة السائق المخالف وغيره من مستخدمي الطريق».

وأضاف أن مخالفات عدة كانت تسجل حضورياً وبشرياً في السابق، أصبحت تسجل الآن من خلال أجهزة متطورة مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، لذا لا يمكن التعذر بأي سبب لعدم الالتزام.

وأشار إلى أن أبرز تلك المخالفات عدم ربط الحزام، والانشغال بغير الطريق باستخدام الهاتف أو غيره، وزيادة نسبة تلوين زجاج المركبة، وعدم ترك المسافة، وعدم إعطاء أولوية للمشاة، والدوران من غير المكان المخصص، ولفت إلى أن هذا التطور يعكس أهمية الإلمام بالقوانين والتقيد بالقانون.

وحول مطالبة البعض بتطبيق روح القانون من قبل رجال الشرطة في بعض المواقف، قال المصدر إن رجال المرور في مختلف إمارات الدولة يتحلون بالدماثة اللازمة في التعامل مع أفراد المجتمع، ويتفاوت الأمر أحياناً بين التعامل بشكل رسمي أو استخدام لغة أكثر لطفاً وهو أمر معتاد من قبل الكثيرين، لكن يظل القانون هو ضمانة حصول كل طرف على حقه.

. سائق يخترق مساراً ويفاجأ بشرطي، فأخبره بأن اليوم يوافق عيد ميلاده، فابتسم الشرطي قائلاً: «اعتبرها هدية بسيطة حفاظاً على سلامتك»، وحرر له المخالفة.

. سائق استخدم فتحة خاطئة للخروج من شارع خدمات، وحاول تبرير الموقف بأنه تائه، فابتسم الشرطي وقال له بلطف: «يمكنك أن تتوه كل يوم مرحباً بك، لكني خالفت غيرك».

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version