لم تعد الرياض عاصمة القرار العربي فقط، بل أصبحت نقطة ارتكاز في ميزان السياسة الدولية، وحلقة وصل حقيقية بين المتخاصمين، وصانعة للقرارات الصعبة التي لا يصنعها إلا الكبار.
قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارته الأخيرة للمملكة، وتمثل الحدث الأبرز فيها بإعلان رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وهي خطوة مفاجئة أعادت خلط الأوراق في المشهد الإقليمي.
القرار الذي جاء من قلب الرياض إلى قلب سوريا والعالم لم يكن ليحدث لولا إدراك واشنطن لأهمية الدور السعودي وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في تقريب وجهات النظر وصياغة مسار جديد يعيد لسوريا عافيتها ومكانتها العربية.
صفق الأمير محمد بن سلمان للقرار وصفقت سوريا والعالم العربي في نفس الوقت، وارتفعت اللافتات تحية للقرار، وقال جبل قاسيون كلمته تحيةً للسعودية عندما وُضِعت «تحية للسعودية» على الجبل.
إن إعلان ترامب، من الرياض تحديداً، كان موقفاً صريحاً يحمل أبعاداً سياسية وإنسانية وأمنية جاءت تتويجاً لحوار عميق قادته المملكة.
وحملت الزيارة رمزية سياسية كبيرة، إذ أراد أن يُظهر التزام بلاده العميق تجاه حلفائها التقليديين في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم السعودية-العظمى، وتُعد الزيارة نقطة تحول مفصلية، إذ دشنت عهداً جديداً من العلاقات، وجسّدت طموحات سعودية شابة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
أخبار ذات صلة
وكانت العلاقات السعودية-الأمريكية قد شهدت تحولات استراتيجية عميقة على مدى عقود اتسمت بالتعاون الوثيق والمصالح المتبادلة في كافة المجالات، إلا أن الزيارة الأخيرة للرئيس ترامب كانت إعلاناً عن تحالف استراتيجي متجدد.
وشكلت الاتفاقيات التاريخية التي تم توقيعها «حقبة ذهبية» للشراكة بين البلدين، كما وصفها بيان البيت الأبيض، وبفضل الرؤية السياسية للأمير محمد بن سلمان تحوّلت هذه العلاقة إلى شراكة متعددة الأبعاد تنطلق من مصالح مشتركة وتطمح إلى مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
نهاية:
من قاسيون أطل يا وطني
وأرى دمشق تعانق السحبا
خليل خوري