يعيش سائقو الشاحنات حياة صعبة وغير مستقرة بسبب ظروف عملهم التي تتطلب التنقل بين المحافظات والدول، وذلك من أجل نقل البضائع من مكان لآخر. يعملون بجهد لتحقيق أمنياتهم وإعالة عائلاتهم في حين يبتعدون عن أحبائهم لفترات طويلة. يجدون أنفسهم ملزمين بالعمل والسفر باستمرار دون وجود مواقع إقامة ثابتة، ما يعكس صعوبة الحياة التي يعيشونها.
يتمثل عمل الشاحنات في نقل البضائع بين المدن والدول، وعلى الرغم من أهمية هذا الدور في توزيع السلع والمواد الضرورية، إلا أنه يحمل العديد من المخاطر على السائقين، مثل اضطرابات النوم والإرهاق، مما يزيد من خطر وقوع حوادث المرور. يتطرق العديد من السائقين إلى الصعوبات التي يواجهونها في حياتهم المهنية، مع بروز تحديات جديدة مثل اختصار أوقات توصيل البضائع، مما يزيد من ضغوط العمل.
في لقاءات محطات الوقود، يشارك سائقو الشاحنات قصصهم وتجاربهم في السفر، ويعبرون عن حياتهم المؤلمة والمؤرقة بعيداً عن أسرهم. يتعرضون لمشاكل نفسية واجتماعية نتيجة البعد عن أحبائهم، مما يؤثر على علاقاتهم وتواصلهم مع الأسرة والمجتمع. يستمرون في حياتهم السفر والعمل بكل تحمل لصعوبات المهنة التي تتطلب منهم الكثير من التضحيات والتحديات.
تضرب قصة السائقين بعدما يروون تجربتهم القاسية في العمل والسفر بلا انقطاع، وكيف يتخلون عن الراحة والاستقرار من أجل إيصال البضائع في الوقت المحدد. يعبرون عن حزنهم وألمهم من البعد عن أفراد عائلاتهم خلال الأعياد وفي شهر رمضان، ويشاركون تجاربهم المؤثرة في مواجهة التحديات اليومية.
توضح الدراسات أن غياب الآباء عن الأسرة يمكن أن يؤثر على النمو النفسي والاجتماعي للأبناء، ويسبب لهم اضطرابات سلوكية ونفسية. يعتبر دور الأب أمراً أساسياً في تربية الأطفال وتوجيههم، ويشكل الحضور الأبوي مصدراً هاماً للدعم والمواجهة لصعوبات الحياة. أصبح من الضروري توفير بدائل للتواصل والاتصال بين السائقين وعائلاتهم بهدف تعزيز الروابط الأسرية وتقوية العلاقات الشخصية.
يجد السائقون أنفسهم في مواقف صعبة ومحرجة أثناء سفرهم، حيث يحاولون التواصل مع عائلاتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة. يعتبر البعدهم عن الأهل والأحباء تحدياً كبيراً يواجهونه يومياً، ما يجعلهم يتخذون إجراءات لتقوية الروابط العائلية والتواصل المستمر مع أفراد الأسرة لتعزيز الارتباط والانسجام في العلاقات.