قال الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 1200 فلسطيني في محافظة شمال غزة، خلال حملة إبادة وتطهير عرقي استمرت لنحو 27 يومًا. وأشار البرش إلى أن جيش الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر واستهداف المراكز الإيوائية والمدنيين في مناطق بيت لاهيا وجباليا، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا والجرحى في ظل نقص كبير في الخدمات الطبية.
وأضاف البرش أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس أشكال مختلفة من القتل والتدمير دون خوف من المحاسبة، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية في المنطقة. وأشار إلى أن جيش الاحتلال يمنع دخول المستلزمات الطبية إلى مناطق شمال غزة، ويضع حصارًا على مستشفيات مثل كمال عدوان والعودة والإندونيسي.
في 5 أكتوبر الجاري، بدأ جيش الاحتلال عمليات قصف غير مسبوقة على مخيم جباليا وبلدة جباليا ومناطق أخرى شمال القطاع، مما أثار مخاوف من تدهور الوضع الإنساني في المنطقة. وتبرير الاحتلال لهذه العمليات بضرورة “منع حركة حماس من استعادة قوتها”، بينما يرى الفلسطينيون أن إسرائيل تسعى لاحتلال المنطقة وتهجير سكانها.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بالدعم الأمريكي حربًا على غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 144 ألف فلسطيني وإصابة العديد منهم، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى وجود أكثر من 10 آلاف مفقود. وتزامنت هذه الحرب مع دمار هائل وانهيار البنية التحتية واضطراب إمدادات الغذاء والمياه، الأمر الذي أسفر عن مجاعة جديدة تسببت في وفاة العديد من الأطفال والمسنين.
وتمثل الأزمة الإنسانية التي تعيشها غزة واحدة من أسوأ الكوارث في العالم، حيث يعيش السكان تحت وطأة الحصار الإسرائيلي منذ سنوات، ويعانون من نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والغذاء والمأوى. وتطالب المنظمات الإنسانية العالمية بالتدخل العاجل لإنقاذ السكان المحاصرين وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للمنكوبين.
وفي هذا السياق، يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية العمل بسرعة لوقف العنف والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الضرورية إلى السكان المتضررين. كما ينبغي محاسبة الجانب الإسرائيلي على انتهاكاته الخطيرة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، وضمان حقوق الفلسطينيين في العيش بكرامة وحرية وسلام.