|

“لقد أحرقوا ورقة نتنياهو!”.. بهذه العبارة وأخرى مشابهة، تفاعل جمهور منصات التواصل الاجتماعي مع الفيديو الأخير الذي بثته كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة (حماس) والذي عرض كواليس إطلاق الدفعة السابعة من الأسرى الإسرائيليين، وهذا الفيديو الذي نشر السبت شهد ظهور أسيرين إسرائيليين لم يُفرَج عنهما بعد.

رسائل مشفرة وحرب نفسية استثنائية

في خطوة غير مسبوقة، أظهر الفيديو مشهدًا لاثنين من الأسرى الإسرائيليين، وهما “أفتيار دافيد” و”غاي غلبوغ دلال” يجلسان داخل إحدى السيارات منتصف ميدان تسليم الأسرى.

ولم تقتصر الرسالة على تصوير وجودهما فقط، بل نقل الأسيران رسائل مباشرة إلى الحكومة ورئيسها بنيامين نتنياهو، ويطالبان فيها بتدخل عاجل لإنقاذ حياتهما.

الفيديو انتشر كالنار في الهشيم على مختلف منصات التواصل العربية والإسرائيلية، وتداول المغردون في العالم العربي محتواه بإعجاب كبير، وأشادوا بالإستراتيجية الإعلامية التي تتبعها كتائب القسام في إدارة الحرب النفسية.

واعتبر البعض أن ظهور الأسيرين في لحظة يشاهدان فيها إطلاق سراح رفاقهما من خلف الزجاج، يعدّ من بين أكثر المشاهد ذكاءً وعبقرية في سياق الحرب النفسية والإعلامية.

ضغط نفسي يفوق التوقعات

واعتبر مراقبون ومغردون أن الفيديو يمثل تصعيدًا للحرب النفسية، ليس فقط لأنه يبرز فشل ما يُعرف بـ”الضغط العسكري” الإسرائيلي لاستعادة الجنود، وإنما بسبب تأثيره العاطفي والنفسي العميق داخل المجتمع الإسرائيلي.

وأكد هؤلاء أن المشهد كان بمثابة إدارة دقيقة لإستراتيجية ذهنية وعاطفية تستهدف الوعي الجمعي الإسرائيلي، مما يزيد الضغوط على نتنياهو وحكومته في وقت تعيش فيه إسرائيل أزمات داخلية متصاعدة.

وأشار محللون إلى أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تحريك المشهد الداخلي الإسرائيلي عبر رسالة مختصرة ولكنها بليغة، تسعى لتحقيق أهداف واضحة تتمثل في إنهاء العدوان وفرض شروطها في الوقت والمكان المناسبين، ويأتي ذلك بعد أيام فقط من تسليم جثث بعض الجنود الإسرائيليين، وهو ما ترك أثرًا نفسيًا عميقًا لدى المجتمع الإسرائيلي.

سلاح الحرب النفسية

وأجمع نشطاء ومعلقون على أن المقاومة الفلسطينية، ممثلة بكتائب القسام، قد نجحت في تحويل الحرب النفسية إلى سلاح إستراتيجي فعال، وأن الرسالة كانت واضحة: العواقب على استمرار الحرب تتجاوز مجرد خسائر عسكرية أو ميدانية بل تصيب عمق المجتمع الإسرائيلي بالعجز النفسي والشعور بالفشل.

وأكد متابعون أن المقاومة استطاعت التفوق على الاحتلال الإسرائيلي في جميع جوانب المواجهة، سواء من الناحية الأخلاقية، الإنسانية، الإعلامية، أو النفسية.

ووصف مغردون التصوير والمونتاج بأنه “مدرسة في السيناريو والإخراج والفكر السياسي والإعلامي”. وأشادوا بإبداع المقاومة في إيصال رسائلها بأدوات بسيطة ولكن ذات فعالية استثنائية.

وقالوا هؤلاء إن الفيديو الأخير قمة الإبداع في فن إدارة الحرب النفسية، معتبرين أن نتنياهو وحكومته لن يتحملوا الضغط الناتج عن هذا النوع من الرسائل.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version