قام معلمون في موريتانيا بإضراب عن العمل للمطالبة بتحسين أوضاعهم واحتجاجا على بعض القرارات الحكومية، بما في ذلك زيادة أيام العمل. استمر الإضراب ليوم واحد وشمل جميع المدارس الحكومية في البلاد. نظم المعلمون مظاهرات احتجاجية في العاصمة نواكشوط وبعض المدن الأخرى، رافعين شعارات تطالب بـ”التراجع عن القرارات الحكومية”. دعت نقابات التعليم، مثل “النقابة الوطنية المستقلة للمعلمين الموريتانيين” و”النقابة الحرة للمعلمين الموريتانيين”، إلى هذا الحراك لممارسة ضغط على الحكومة للاستجابة لمطالب المعلمين.

أكد الأمين العام لـ”النقابة الوطنية المستقلة للمعلمين الموريتانيين”، هارون محمد امبارك، أن هناك مطالب متعددة تدفع المعلمين إلى الإضراب، منها الاعتراض على زيادة أيام العمل وتحويلات تعسفية في صفوفهم، بالإضافة إلى زيادة الرواتب والعلاوات وتوفير سكن لهم. وأشار إلى أنهم يعتزمون اتخاذ خطوات إضافية، مثل تصعيد الإضراب وتنظيم المزيد من الاحتجاجات، إذا لم تلبي الحكومة مطالبهم. يبلغ عدد المعلمين والأساتذة في المراحل الأساسية والثانوية بموريتانيا نحو 11،449.

في عام 2022، أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني زيادة رواتب موظفي الدولة، بما في ذلك المعلمين، بنسبة 20%. رحبت معظم النقابات بتلك الزيادة، ولكن أكدت أنها “غير كافية” في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية في البلاد. تواجه موريتانيا تحديات اقتصادية كبيرة نظرًا لارتفاع الأسعار وتدهور الظروف المعيشية، مما يدفع المعلمين إلى المطالبة بتحسين رواتبهم وظروف عملهم.

يعتبر التعليم أحد القطاعات الحيوية في أي مجتمع، ولذلك يجب توفير بيئة عمل مناسبة للمعلمين وتحفيزهم لأداء أفضل. يشكل الإضراب عن العمل والمظاهرات وسيلة للمعلمين في موريتانيا للتعبير عن مطالبهم والمطالبة بتحسين أحوالهم. يجب على الحكومة أخذ هذه المطالب بجدية والعمل على تحقيقها، من خلال الحوار والتفاوض مع النقابات التعليمية لضمان جودة التعليم واستمرارية العملية التعليمية.

باعتبار موريتانيا دولة عربية صاعدة في غرب أفريقيا، يجب على الحكومة الاهتمام بالقطاع التعليمي وضمان أن يكون للمعلمين دور مهم ومحوري في تحقيق التقدم والتطور. يجب توفير بيئة عمل ملائمة ومرافق تعليمية جيدة، بالإضافة إلى تقديم الدعم والتشجيع للمعلمين لتحسين مستواهم التعليمي وتطوير مهاراتهم. من خلال العمل المشترك بين الحكومة والنقابات التعليمية، يمكن تحقيق أهداف التعليم ودفع عجلة التنمية في موريتانيا.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.