رجح مصدران أمريكيان في المخابرات أن أي هجوم إيراني على إسرائيل سيتم عبر الوكلاء في المنطقة وليس بشكل مباشر. وأكدا أن تقديرات المخابرات الأمريكية تشير إلى أن إيران حثت جماعات مسلحة موالية لها على شن هجوم واسع ضد إسرائيل بشكل متزامن بطائرات مسيرة وصواريخ، وتوقعا حدوث الهجوم هذا الأسبوع على أقرب تقدير. وقد أكدا أن إيران وجماعاتها الموالية غير مستعدة لمهاجمة القوات الأمريكية خشية حدوث تصعيد، وأن طهران تخشى حدوث تصعيد كبير ولا تريد إعطاء واشنطن ذريعة لمهاجمتها بشكل مباشر. وأشار أحد المصادر إلى أن التهديد واضح للغاية وذو مصداقية، وقد جهزت الترتيبات لتنفيذ الهجوم الآن، وينتظرون الوقت المناسب.
وأعلن مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة تأهب قصوى، بعد تعهد إيران بالرد على الغارة التي استهدفت قادة حرس الثورة في دمشق. وكشف مسؤول أمريكي بارز أن القواعد الأمريكية في المنطقة تستعد لهجوم محتمل من إيران يستهدف أصولا إسرائيلية أو أمريكية ردا على الضربة في دمشق. وأكد أن الفرق الأمريكية على اتصال منتظم منذ ذلك الحين، وأن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بشكل كامل في مواجهة التهديدات القادمة من إيران.
وفيما يتعلق بالاستعدادات من جانب إسرائيل، أكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن كل الاستعدادات تمت للرد على أي سيناريو قد يحدث في مواجهة إيران. وأعلنت طهران مرارا على أنها لن تتوانى عن الرد بقوة وحسم على الهجوم الجوي الذي استهدف عناصر الحرس الثوري، مؤكدة عزمها على الرد بكل قوة على هذه الضربة. وقد أعلن الحرس الثوري مقتل القائد محمد رضا زاهدي ونائبه محمد هادي رحيمي، إضافة إلى خمسة من الضباط الآخرين خلال الهجوم الذي وصف بأنه الأكثر إيلاماً لطهران منذ اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في يناير 2020.
يأتي هذا الوضع في ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة، مما يجعل الوضع في المنطقة أكثر حساسية وخطورة. وتظهر الاستعدادات والتحركات على الأرض من جانب كلا الطرفين استعدادهما التام لمواجهة سيناريوهات محتملة. ومع تأكيد إيران على عدم ترددها في الرد بكل قوة على أي هجوم يستهدفها، يبدو أن الوضع يتجه نحو تصاعد الصراع وزيادة التوترات في الفترة القادمة، مما يثير مخاوف من احتمالية حدوث صراع مسلح شامل. وفي ظل هذا السيناريو، يبقى الترقب والاستعداد الدائمين هما الوسيلة الوحيدة لضمان استقرار المنطقة وتفادي سيناريوهات التصعيد والصدام المباشر.
