أفاد مصدر في المخابرات السودانية بأن طائرات مسيرة مجهولة قامت بقصف مباني جهاز المخابرات العامة في ولاية القضارف شرق البلاد، حيث تم استهداف مقر المخابرات بواسطة إحدى الطائرات المسيرة، بينما تمكنت دفاعات الجيش السوداني من صدها. وأكد شهود عيان على أن المسيرة قامت بقصف مسجد داخل مباني جهاز المخابرات، مما أسفر عن إصابة أحد المواطنين.
وأوضح المصدر في جهاز المخابرات أن الأجهزة الأمنية في القضارف بدأت بفرض حصار على المناطق المحيطة بموقع سقوط المسيرات الثلاثة التي استهدفت مقر جهاز المخابرات، وتم التحفظ على عربة قتالية يشتبه في تورطها في الهجوم. وأشار المصدر إلى أن فريقًا أمنيًا وهندسيًا بدأ بفحص حطام المسيرات وتوسيع دائرة البحث، مشيرًا إلى إصابة 7 مواطنين بجروح طفيفة جراء الهجوم.
وكانت حادثة مماثلة قد وقعت الأسبوع الماضي حيث استهدفت طائرة مسيرة إفطارًا رمضانيًا لكتيبة البراء بن مالك التي تشارك في القتال إلى جانب الجيش السوداني، وأسفر القصف عن مقتل 16 شخصًا من المدنيين والعسكريين وجرح العديد من الآخرين، دون تبنٍ من أي جهة لهذه الهجمات حتى الآن. وقد تم إغلاق الأسواق في مدينة القضارف عاصمة الولاية كإجراء وقائي.
وتشهد منطقة القضارف اشتباكات عنيفة منذ الأيام الأخيرة بين قوات الجيش والدعم السريع، على حدود مدينة الفاو في ولاية القضارف التي تجاور ولاية الجزيرة وسط السودان. وتسيطر قوات الدعم السريع على الجزيرة منذ شهر ديسمبر الماضي، دون تبليغ أي جهة مسؤولة عن القصف المتكرر على مباني المخابرات في القضارف أو على كتيبة البراء بن مالك.
وعلى الرغم من توغل القتال في القضارف وتصاعد العنف، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت القضارف مؤخرًا. وتواصل السلطات المحلية اتخاذ الإجراءات الضرورية للحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، حيث تم إغلاق الأسواق في القضارف حتى إشعار آخر. تظل التحقيقات جارية لمعرفة منفذي الهجمات والتوصل إلى دوافعهم وإجراء المحاسبة اللازمة.
بالإضافة إلى هذا، تستمر الاشتباكات على الحدود بين قوات الجيش والدعم السريع في منطقة مدنية الفاو بولاية القضارف، مما يعزز من التوتر في المنطقة، ويطرح تحديات أمنية جديدة على السلطات. إن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها القضارف تشكل تهديدًا للسلم والأمن العام في البلاد، وتستدعي تدخلًا عاجلاً لاحتواء الأزمة وإيجاد حل سلمي يعيد الاستقرار إلى المنطقة ويضمن سلامة المواطنين.
