تعكس المملكة العربية السعودية حرصها واهتمامها الدائم بتقديم المساعدات الإنسانية للشعوب في جميع أنحاء العالم، وهذا الإلتزام بالعمل الإنساني جزء أساسي من سياسة المملكة بغض النظر عن وجود أي معوقات مالية أو سياسية. ومنذ إنشائه، كان تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قبل عشر سنوات خطوة مهمة للمملكة لإثبات دورها الفعال والنبيل في هذا المجال. بفضل هذا المركز، تمت إدارة وتنفيذ أكثر من 3105 مشروع بقيمة تزيد عن 7 مليارات دولار، والتي تغطي مجموعة واسعة من القطاعات مثل الأمن الغذائي والزراعة، الصحة، التعليم، والعديد من المجالات الأخرى الحيوية.
ويبرز دور المركز في تغيير وتطوير مفهوم العمل الإنساني، حيث حوّل الجهود المتفرقة إلى عمل مؤسسي منهجي يقوم عليه خبراء ومتخصصون في مجال الإغاثة والأعمال الإنسانية. ويهدف المركز إلى أن يكون رائدًا في هذا المجال، وقد برهن على نجاحه خلال فترة وجوده بتأثيره وحضوره الفاعل بين الدول والمنظمات الدولية. وتعد المعلومات الموثقة حول الجهود الإنسانية التي قدمتها المملكة، بما في ذلك الإجمالي الذي تجاوزت قيمته 500 مليار ريال خلال الـ40 سنة الماضية، بمثابة دليل على التزام المملكة بالقيم الإنسانية ودعمها لمن يحتاج إلى المساعدة.
وفي إطار التواصل والتفاعل مع المجتمع المحلي، تشجع المملكة تطوع الشباب والشابات للمشاركة في نشاطات المركز، وهذا يؤكد على الروح الوطنية والمسؤولية المجتمعية التي يتحلى بها أفراد المجتمع السعودي. ومن الملفت للانتباه أن المتطوعين ينافسون بشغف وحماس للمساهمة في الجهود الإنسانية ودعم الأفراد المحتاجين في مختلف أنحاء العالم. ويعتبر تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية انجازاً نوعياً يبرز التزام الدولة بالقيم الإنسانية والتنموية.
ومن أبرز الإنجازات التي تحققت بفضل جهود المركز هي توجيه المساعدات الإنسانية الضرورية لأكثر من 104 دولة مستفيدة، خلال فترة قياسية قصيرة. وبفضل الجهود المشتركة للمركز والمتطوعين والمانحين، فإنه تم تحقيق تأثير إنساني كبير وفعال في تحسين ظروف الحياة للملايين من الأشخاص الذين يعانون من الفقر والأزمات الإنسانية. ويعمل المركز على تقديم دعم شامل ومتكامل يشمل مجموعة متنوعة من القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والإيواء والأمن الغذائي.
في نهاية المطاف، يؤكد دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على التزام المملكة العربية السعودية بالقيم الإنسانية النبيلة والدور الفاعل في تقديم المساعدات والدعم للشعوب المحتاجة في جميع أنحاء العالم. ويعتبر المركز مثالًا يحتذى به في تنظيم وتنفيذ الأعمال الإنسانية بشكل فاعل ومؤثر وشفاف، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات المستفيدة. وبفضل الجهود المستمرة والمستدامة، يمكن للمركز أن يواصل دوره الإيجابي في خدمة الإنسانية وتحقيق رؤية المملكة للتنمية المستدامة والشاملة.
