حذر مسؤولان أمريكيان من أن التطمينات التي حصلت عليها إدارة الرئيس جو بايدن من إسرائيل بأنها لن تهاجم مواقع نووية أو نفطية في إيران «ليست راسخة». وأفاد المسؤولان بأن سجل إسرائيل في الوفاء بتعهداتها متقلب جدا، حيث تحدثت الإسرائيليون عن رد انتقامي إيراني محتمل وقضايا أمنية عامة. وكان مكتب نتنياهو أكد أن تل أبيب تستمع لآراء الولايات المتحدة ولكن تتخذ قراراتها النهائية بناء على مصالحها، وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي أن رد بلاده سيكون دقيقا ومؤلما دون فتح جبهات جديدة وحروب أخرى.
من جهة أخرى، صرح وزير الخارجية الإيراني أن بلاده جاهزة للرد على أي اعتداء إسرائيلي وحذر من أنها مستعدة لرد “حازم” في حال تعرضت لهجوم، وأكد على أن طهران تبذل جهودا لحماية السلام والأمن في المنطقة، لكنها جاهزة بالكامل للرد على أي مغامرة إسرائيلية. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن زيارة وزير الخارجية للأردن ومصر وتركيا لمواصلة المشاورات لوقف الحرب.
في وقت سابق، كانت هناك احتمالية أن تشمل الضربات المتوقعة من قبل إسرائيل محطات نفطية وكهربائية، بالإضافة إلى منشآت نووية، على الرغم من معارضة واشنطن. وكانت هناك توقعات بضرب المجمع الرئاسي الإيراني ومجمع المرشد علي خامنئي، ومقر الحرس الثوري في طهران. تتباين الآراء في إسرائيل بين من يشددون على القوة والمفاجأة في الرد، وبين من لا يرون فيها مصلحة في فتح جبهات جديدة وحروب أخرى.
تشير المصادر الأمريكية إلى أن إسرائيل قد تغير توقعات واشنطن رأسًا على عقب خلال الفترة السابقة، عندما شنت غارات جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أن أعربت عن استعدادها لوقف إطلاق النار المؤقت في لبنان. وقد يكون إرسال منظومة الدفاع الجوي الصاروخي إلى تل أبيب والجنود المرافقين لها ساهم في تهدئة بعض المخاوف الإسرائيلية بشأن الرد الانتقامي المحتمل وقضايا الأمن.
على الرغم من التوتر الحالي بين إسرائيل وإيران، إلا أن كل من الولايات المتحدة وإيران تبذلان جهودًا لحماية السلام والأمن في المنطقة. يبدو أن التوترات بين البلدين قد تستمر وتتصاعد في الأيام القادمة، مما يتطلب توجيه جهود مشتركة من قبل المجتمع الدولي لمنع تصاعد العنف والصراعات. من المهم تحقيق توازن القوى وتجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى تبعات وخيمة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.