كان يوم 22 يوليو / تموز 1987 حاسما في حياة محمد أحمد فارس؛ فبانطلاقه إلى الفضاء الخارجي، تحوّلت حياته. ولد رائد الفضاء محمد أحمد فارس مرتين، مرة من رحم أمه والأخرى من رحم الأرض إلى الفضاء، لكن سوريا، البلد الذي اتسع له الفضاء، ضاقت به، فخرج منها لاجئًا يبحث عن وطن بديل. الفيلم الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية يروي قصة محمد أحمد فارس، رائد الفضاء السوري، ورحلته إلى الفضاء وكيف أثرت هذه الرحلة على حياته.
محمد أحمد فارس كان قبل رحلته إلى الفضاء طيارًا مقاتلًا ومدربًا للطيران في سوريا، قبل أن يتم اختياره للتمثيل السوري في رحلة إلى الفضاء. حاز الفارس على التدريب العلمي والرياضي اللازم للرحلة، بالإضافة إلى السلامة النفسية، وتم تدريبه لمدة عامين قبل أن يتم اختياره كرواد فضاء أساسي.
في رحلته إلى الفضاء، قام محمد فارس بإجراء 13 تجربة علمية على متن محطة الفضاء الروسية مير، وكانت تجرباته تحظى باستحسان الروس. وعند عودته إلى سوريا، كانت هناك استقبالات احتفالية له، لكن بعد ذلك توقفت هيمنة النظام وفترة التوقف الاحتفالي.
مع تطور الأوضاع في سوريا عام 2011، شارك محمد فارس في المظاهرات المناهضة للنظام، مما دفعه لاتخاذ قرار بمغادرة البلاد نحو المهجر. هناك، يديرت زوجته جمعية “اللمة السورية” التي توثق الصلة بين المهاجرين السوريين، مع الحنين المستمر إلى وطنهم الأصلي في سوريا.
بالرغم من التحديات التي واجهها محمد فارس في رحلته إلى الفضاء واختياره للمغادرة إلى المهجر، يظل أمنيته هي العودة إلى وطنه سوريا وخدمتها بما تحمله من خبرات ومهارات. يعبر فارس عن حبه واشتياقه لوطنه على الرغم من المسافة الزمنية والجغرافية التي تفصلهما، في أمل بأن يتحقق ذلك يومًا ما.