في 17 فبراير 2024 توفي الوجه البحريني البارز محمد عبدالله المناعي، وهو رجل تميز بحسه الوطني وكرمه الفياض ونبوغه التجاري وسيرته العطرة. عائلة المناعي تعود جذورها إلى فخذ بني كعب في نجد، وانتشرت في البحرين وقطر والإمارات والسعودية. لقد برزوا في مجالات متعددة مثل التجارة والأدب والصحافة والتدريس، وكانوا يتميزون بالوجاهة والعلم والكرم. من بؤرة عائلة المناعي كان الشيخ سالم بن درويش آل بن عجمي المناعي، الذي كان مؤسس قرية قلالي في القرن التاسع عشر وكان له دور سياسي بارز.

من هذه العائلة العريقة نشأ محمد المناعي، الذي ولد في قرية قلالي عام 1935، ونشأ وهو يتعلق بتجارة اللؤلؤ والمجوهرات منذ الصغر. وبسبب غياب والده كان عليه تحمل مسؤولية الأسرة وإدارة ميزانيتها، وتدرب على التحمل والصبر والمرونة. بدأ مساره العملي في مجال صياغة الذهب وتصميم المجوهرات، وأثبت بمهارته وابتكاره في هذا المجال.

منذ الصغر كان لدى المناعي شغف كبير بتصميم المجوهرات وصقل هذه الموهبة في الهند، حيث درس الصياغة وتعلم العمل الجاد في هذا المجال. عند عودته إلى البحرين انضم لتجارة والده وبدأ في تأسيس قسم خاص لتصميم وصناعة المجوهرات. تطور هذا القسم ونال شهرة واسعة في عالم التجارة والأعمال، حتى أصبح مزودا للحكومة والعائلة الحاكمة بالهدايا النفيسة.

بجانب تصميم المجوهرات، عمل المناعي على تطوير مجموعة العائلة التجارية في مختلف القطاعات مثل المصارف والسيارات والأغذية. شارك في تأسيس العديد من الكيانات واللجان الاستشارية داخل وخارج البحرين، وحصل على عضوية مجلس الشورى وتكريمات عديدة من الدولة بسبب إسهاماته البارزة في المجتمع. رحل المناعي وهو مثال للمواطن الذي عرف كيف يجمع بين النجاح في الأعمال التجارية والاهتمام بالأسرة والمشاركة الاجتماعية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version