قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد حسن جوني إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تدمير حزب الله اللبناني من الجذور، مستنكرا استمرار الحزب في عقد اجتماعات لكبار قادته في منطقة الضاحية الجنوبية دون معرفة الثغرة الأمنية التي استغلها الاحتلال لاستهداف القيادات الحزبية في الأسابيع الماضية. وتابع أن القيادة الإسرائيلية اتخذت قرارا صارما باستهداف كل أركان وقادة حزب الله، بهدف تدمير منظومته بأكملها وليس فقط إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم.
وعلى الرغم من ذلك، يستبعد العميد جوني أن تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها، مشيرا إلى أن تدمير حزب الله لا يعني نجاحها في قتل قادته، خاصة بعد غياب حسن نصر الله الذي كان له تأثير قوي على الحزب. وأشار إلى أن القيادة البديلة لحزب الله تقوم حاليا بتنفيذ الخطة البديلة، حسب تصريحات نعيم قاسم نائب الأمين العام.
ويذكر أن الطيران الإسرائيلي شن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت في الليلة الماضية، مما أدى إلى تدمير مبان بالكامل، ووصفت هذه الغارات بأنها أضخم من تلك التي اغتيل فيها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في سبتمبر الماضي. ووفقا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، كانت الهجمات تستهدف اجتماعا لكبار قادة حزب الله بينهم هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله.
وفي هذا السياق، يلاحظ العميد جوني أن إسرائيل تحاول تعويض خسائرها في الجنوب اللبناني بالاستهدافات الدائمة في الضاحية الجنوبية ومناطق أخرى. ويرى أنه من الغريب استمرار قادات حزب الله في عقد اجتماعات دون فهمهم للثغرة الأمنية التي يسمح للإسرائيليين بالاستفادة منها، ويحذر من التعرض للخطر بسهولة بدون توخي الحذر.
ويشير العميد جوني إلى أن الاغتيالات الإسرائيلية طالت عددا كبيرا من القيادات الهرمية في حزب الله، بما في ذلك اغتيال حسن نصر الله. ويتساءل عما إذا كان هناك أماكن بديلة لاجتماعات الحزب خارج الضاحية الجنوبية، حيث يرى أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف هذه المنطقة بشكل أكبر، ويتسائل عن عدم استخدام الحزب لخيارات أخرى بما في ذلك الخروج من لبنان.