قال الصحفي والمحلل الباكستاني في القضايا الجيوستراتيجية جاويد رانا إن الهجمات التي نفذتها الهند داخل باكستان تعد الأولى من نوعها منذ 50 عاما، مشيرا إلى أنها استهدفت عمق الأراضي الباكستانية فيما لا يقل عن 6 مواقع، تركزت بمعظمها على أماكن دينية مثل المساجد والمدارس الدينية، وهي أهداف غير عسكرية، وهو ما أقرت به السلطات الهندية.

وأضاف رانا -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن هذه الهجمات أسفرت عن مقتل 26 شخصا في باكستان وإصابة 46 آخرين، في المقابل، ركزت باكستان ردها العسكري في الجزء المتنازع عليه من إقليم كشمير، حيث اخترقت نحو 70 طائرة مقاتلة هندية الأجواء الباكستانية، قبل أن تدخل في اشتباك جوي مع ما لا يقل عن 30 طائرة حربية باكستانية، استمر لقرابة ساعة.

وأكد رانا أن الاشتباك الجوي أسفر عن إسقاط 5 طائرات هندية، من بينها طائرة “رافال” الفرنسية الحديثة، مما يعكس تفوق باكستان في مجال السيطرة الجوية، بالإضافة إلى تدمير عدد كبير من نقاط التفتيش العسكرية الهندية داخل الإقليم المتنازع عليه.

وأشار إلى أن باكستان استهدفت ما لا يقل عن 8 مواقع عسكرية هندية، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، لم تعرف أعدادهم بدقة حتى الآن.

ولفت إلى أن الفرق الجوهري بين الهجومين يتمثل في تركيز باكستان على الأهداف العسكرية، في حين استهدفت الهند مواقع مدنية، وقُتل نتيجة لذلك مدنيون أبرياء بينهم أطفال.

“تفوق إستراتيجي باكستاني”

وأضاف رانا أن باكستان لا تكتفي بالتفوق الجوي، بل تحتفظ كذلك بتفوق إستراتيجي واضح، تمثل في إسقاط الطائرات الهندية وأسر بعض الجنود الهنود، مما يدل على تنفيذها توغلات عسكرية عميقة في الجزء الهندي من كشمير.

وأكد أن الهند اضطرت إلى رفع الراية البيضاء كما ظهر في مقاطع فيديو من الجانب الهندي من كشمير، في مؤشر على رغبتها في التهدئة ووقف التصعيد. لكنه شدد على أن الرد الباكستاني كان شاملا ومدروسا للحفاظ على التفوق الإستراتيجي، من خلال تدمير مقار عسكرية، من بينها مقر قيادة لواء في كشمير.

واختتم رانا بالإشارة إلى أن الرد الباكستاني لا يزال مستمرا حتى الآن في الجزء الهندي من كشمير، في رسالة واضحة مفادها أن باكستان تملك الأفضلية حتى في سيناريو الحرب التقليدية.

الهند مستعدة للرد

من جهتها، قالت الأستاذة في جامعة أوب جندال الهندية، سريرادها داتا، إن الجيش الهندي مستعد تماما، لكن نأمل ألا تصعد باكستان الأمور أكثر، باستثناء ما سمعناه عن قصفهم عبر المناطق الحدودية في الهند.

وأكدت داتا -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن الهند كان لا بد لها من الرد على الهجمات الباكستانية على أراضيها، إذ فقد سياح أبرياء وسكان محليون حياتهم بسبب الهجمات الإرهابية الباكستانية، مشيرة إلى أنه لا يوجد أي تغيير في الموقف، فالهند أكدت دائما أنها لا تتسامح مطلقا مع الإرهاب، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذا العدوان.

وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/نيسان الماضي عقب إطلاق مسلحين النار على سياح في منطقة بهلغام بإقليم جامو وكشمير (شمال) الخاضع للإدارة الهندية، مما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.