قام الدكتور محمد المنصوري برحلة بحث طويلة استمرت نحو ربع قرن، حيث عمل على جمع الأرشيف الصحفي الخاص بالمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم. هذا البحث أسفر عن إصدار كتاب بعنوان “الشيخ راشد: محطات وصور في الصحافة العربية” الذي يُعتبر حصاد هذه الرحلة، ويسلط الضوء على الشخصية الكبيرة ودوره في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
يحتوي الكتاب على مقالات وحوارات صحافية توثق محطات هامة من حياة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، منذ توليه مقاليد الحكم في دبي وتطويرها، إلى بداية رحلة الاتحاد التي شهدتها الإمارات. كما يتناول الكتاب أيضاً أخبار زيارات الشيخ راشد للدول الأخرى في الخمسينيات، وما قبل تأسيس الاتحاد.
يعد الكتاب توثيقاً مهماً بفضل المواد الأرشيفية النادرة التي يحتويها، ويقسم إلى ثلاث مراحل تاريخية تتعلق بنشأة دبي وتطورها، بداية رحلة الاتحاد، وتولي الشيخ راشد رئاسة مجلس الوزراء والمرحلة الجديدة للعمل في دولة الإمارات.
يعتبر الكتاب مصداقية، حيث اضطر الدكتور المنصوري إلى العودة إلى المصادر الأصلية للتحقق من صحة الخبر، وذلك من خلال العديد من الصحف والمجلات التي استند إليها في الكتاب. كما يؤكد المنصوري على أهمية توثيق حياة الشيخ راشد ووضعها أمام الأجيال لفهم أبعاد هذه الشخصية وتاريخها.
من الناحية الثقافية، يعد الكتاب توثيقاً هاماً للثقافة والتاريخ الإماراتي، ويسلط الضوء على دور الشيخ راشد في تطوير الإمارات وبناء دولتها. ويقدم الكتاب جوانب مختلفة من حياة وأفكار الشيخ راشد، بما في ذلك أول حوار صحافي له في لبنان عام 1965.
يسلط النور على أهمية الكتاب ومساهمته في فهم تاريخ الإمارات وتأسيسها، حيث تعد سلسلة “رواد الاتحاد” التي تنشرها مركز أبوظبي للغة العربية مهمة جداً في توثيق الذاكرة الوطنية ونشر الوعي بتاريخ الإمارات ومؤسسيها. ويعد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم قائداً ورمزاً للتنمية في الإمارات والمنطقة.