أثار حادث غرق 4 جنود أميركيين في مستنقع بليتوانيا في أثناء مهمة عسكرية تساؤلات واسعة حول ظروف الحادث وأسبابه، خاصة مع تأكيد الجيش الأميركي العثور على جثث 3 منهم بعد عملية بحث استمرت 6 أيام.

وفي حين أعلن الجيش الأميركي عن وفاة الجنود الثلاثة، أكد استمرار عمليات البحث عن الجندي الرابع المفقود، وسط تكهنات حول أسباب غرق المركبة العسكرية المخصصة للعمل في التضاريس الصعبة.

ووقع الحادث بالقرب من مدينة بابرادي الليتوانية، القريبة من الحدود مع بيلاروسيا، حيث كان الجنود في مهمة لإصلاح مركبة عسكرية معطلة وسحبها، قبل أن تغرق مركبتهم في المستنقع بسبب الظروف الصعبة للأرض الموحلة.

وفور الإعلان عن فقدان الجنود الثلاثاء الماضي، انطلقت عملية بحث وإنقاذ مشتركة بين أميركا وليتوانيا وبولندا، بمشاركة غواصين وقوات خاصة وقوات من البحرية الأميركية، إضافة إلى استخدام طائرات مروحية ومركبات ثقيلة.

واستغرقت عملية سحب المركبة المغمورة من الطين حوالي ساعتين، بعد استدعاء جرافات ضخمة، حيث تبين أن المركبة التي غرقت هي من طراز “هركليز إم 88 إيه 2″، وهي مركبة استعادة وتفكيك تابعة للجيش الأميركي.

وأثيرت تساؤلات بشأن ظروف غرق المركبة في المستنقع رغم تصميمها المخصص للعمل في الأراضي الطينية والمستنقعات، وقدرتها على المناورة وسحب المركبات التي تزن حتى 63 طنا، بما في ذلك الدبابات الثقيلة.

موقع معقد

وحاولت وزيرة الدفاع الليتوانية دوفيلي شاكاليني الإجابة عن هذه التساؤلات قائلة: “ما يجب التأكيد عليه هو أن هذا الموقع معقد للغاية. إنه مستنقع متصل ببحيرة. لذلك، كان من الضروري القيام بكل الأعمال اللازمة لتثبيت الأرض، وضخ المياه، وتحضير العمليات الإنقاذية”.

وأضافت شاكاليني أن العملية “تطلبت كثيرا من التدابير الإضافية، حيث تم بناء طريق جديد في غضون 24 ساعة، لكي تتمكن المعدات الثقيلة من الوصول”.

ورصد برنامج شبكات (2024/4/2) جانبا من تفاعلات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي مع مستجدات البحث عن الجنود الأربعة في ليتوانيا، ومنها ما كتبه ناتسو: “بينما يبدو الوجود العسكري في مناطق مثل ليتوانيا جزءا من التحركات الإستراتيجية، غير أن الحوادث مثل هذه تضع الضغط على أساليب التدريب وأمن الجنود في أماكن بعيدة ووعرة”.

وغرد راسل: “حادث مؤسف، تابعت كل مستجداته منذ اليوم الأول وما لاحظته هو التعامل المشترك بين الأميركيين والليتوانيين والبولنديين خلال هذه الأزمة يعكس الروح الحقيقية للتحالفات الدولية في أوقات الحاجة”.

وكتبت ليكسي: “هل أيقظ أحدكم ترامب وأخبره أن جنوده غرقوا في مستنقع؟ لم أرَ أي ردة فعل أو تعزية أو مواساة لعائلات الجنود.. لو كان بايدن من تصرف بهذه الطريقة لقام الجمهوريون بانتقاده بكل الطرق”.

في حين قال توسكاس: “عمليات الإنقاذ في بيئات مستنقعية تدل على أن القوة البشرية وحدها لا تكفي في مواجهة الطبيعة. التكنولوجيا والمعدات الخاصة هي ما يصنع الفارق.. أتمنى أن يكشف عن مصير الجندي المتبقي قريبا”.

وفي السياق، أكد الجيش الأميركي أنه لن يتوقف حتى يتم العثور على الجندي الرابع، مشيرا إلى أن التحقيقات لا تزال جارية للكشف عن أسباب غرق المركبة التي يفترض أن تكون مصممة خصيصا للعمل في مثل هذه الظروف الصعبة.

ويأتي هذا الحادث في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وجودهما العسكري في دول البلطيق، ومنها ليتوانيا، في إطار تعزيز الجناح الشرقي للحلف في مواجهة ما يصفونه بالتهديدات الروسية المتزايدة.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version