تفاعلت منصات التواصل الاجتماعي مع رد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشأن زيارة محتملة إلى فرنسا حيث قال “لن أذهب إلى كانوسا”. وكانت هذه العبارة استبعادا ضمنيا من تبون لزيارة فرنسا، وهذا جاء بعد تأجيل مرارا للزيارة منذ مايو 2023، وكان من المقرر أن تكون بين نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر الجاري. يُذكر أن “الذهاب إلى كانوسا” تعبير يستخدم للرفض وطلب المغفرة، ويرتبط بإجراء اضطر له الإمبراطور الألماني هنري الرابع في القرن الحادي عشر.
رصد برنامج شبكات جانبًا من تفاعل المنصات مع رد تبون، حيث شبهه البعض بالإمبراطور هنري، مما يمكن أن يجعله في موقف ضعف. وأثنى آخرون على الرد الذي أكد على العلاقات الجزائرية الفرنسية وكيفية تعاملها. هناك من رأى أن تبون يعبر عن عدم المساومة ورفض التنازلات أمام الضغوط الخارجية، في حين أشاد آخر بوضوح وقوة موقف الجزائر في علاقتها مع فرنسا.
العلاقات بين الجزائر وفرنسا شهدت توترا من جديد بسبب دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية في يوليو الماضي. هذا الإجراء دفع الجزائر إلى استدعاء سفيرها في باريس وخفض تمثيلها الدبلوماسي، مما أشعل نقاشًا حول علاقة البلدين. وقد أثار رد تبون حول زيارة فرنسا تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تم التعبير عن مواقف مختلفة تجاه العلاقات الجزائرية الفرنسية.
هناك من أثنى على وضوح وقوة موقف الرئيس الجزائري وعدم تسليمه للضغوط الخارجية ورفضه التنازلات. في المقابل، هناك من شبه تصرف تبون بإمبراطور هنري الرابع الذي ذهب إلى كانوسا ليطلب المغفرة من البابا. وفي هذا السياق، أشار آخرون إلى أن الجزائر لها سياسة ثابتة وواضحة تجاه علاقتها بفرنسا، مع التأكيد على عدم تركيعها أو خضوعها للضغوط.
رغم التفاعل المتباين مع رد الرئيس الجزائري، إلا أن الجميع اتفق على أن هذا الرد سيتم استخدامه في المستقبل من قبل الصحافة والسياسيين في حديثهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات الخارجية للجزائر. يبدو أن رد تبون قد أثار الكثير من التساؤلات والمناقشات حول موقف البلاد تجاه فرنسا وعدم تسامحها مع أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية والخارجية.