قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن قصف عسقلان بصواريخ من شمالي قطاع غزة يحمل رسائل واضحة من المقاومة الفلسطينية إلى إسرائيل، في سياق الرد على التصعيد العسكري المستمر والضغط الميداني الذي يمارسه جيش الاحتلال.

وأوضح حنا، في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة، أن هذه الضربات تأتي ضمن معادلة تسعى المقاومة إلى فرضها لإثبات قدرتها على التأثير في العمق الإسرائيلي رغم الضغوط العسكرية الكبيرة.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يتبع إستراتيجية كبرى تقوم على 4 محاور رئيسية، وهي: الضغط العسكري، والتحكم بالبروتوكول الإنساني، ومحاولة وقف أي اتفاق لوقف إطلاق النار، وإعداد القوة العسكرية اللازمة للتصعيد المحتمل.

وأشار إلى أن وحدات عسكرية عدة تشارك في العمليات، منها لواء غولاني في الجنوب واللواء 188 في بيت لاهيا، إلى جانب تحركات عسكرية على محاور أخرى بهدف تكثيف الضغط.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أعلن اعتراض صاروخين أطلقا من شمال قطاع غزة باتجاه عسقلان، مؤكدا أن منظومة القبة الحديدية نجحت في إسقاطهما.

من جانبها، أفادت هيئة الإسعاف الإسرائيلية بعدم تسجيل أي إصابات جراء القصف، في حين أكدت القناة 12 الإسرائيلية رصد إطلاق الصواريخ واعتراضها في الأجواء.

تحدٍ وجودي

وبحسب حنا، فإن المقاومة الفلسطينية تدرك أنها تواجه تحديا وجوديا في ظل التصعيد الإسرائيلي، لذلك تسعى إلى إعادة رسم قواعد الاشتباك عبر استهداف مناطق ذات تأثير إستراتيجي.

وأوضح أن اختيار عسقلان اليوم، بعد استهداف تل أبيب سابقا، يهدف إلى التأكيد على امتلاكها قدرات بعيدة ومتوسطة المدى، وإرسال رسالة بأن التصعيد العسكري الإسرائيلي سيقابله رد غير متوقع.

وأوضح الخبير العسكري أن الجيش الإسرائيلي يواصل استخدام أسلوب “العصا والجزرة”، حيث يمارس ضغوطا عسكرية متزايدة، في وقت يحاول فيه فرض شروط سياسية تتعلق بملف الأسرى والرهائن.

وأكد أن المقاومة لم تستهدف القوات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في بيت لاهيا أو على المحاور القتالية الأخرى، بل فضّلت توجيه ضرباتها نحو الداخل الإسرائيلي، في ظل الخلافات القائمة داخل إسرائيل بشأن إدارة الحرب وأهدافها.

واعتبر أن توقيت إطلاق الصواريخ من شمال غزة يحمل دلالة على قدرة المقاومة على توجيه الضربات من مناطق لا تزال تحت الضغط العسكري الإسرائيلي.

والأربعاء الماضي، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية وصفها بالمحدودة، وقال إنه سيطر على وسط محور نتساريم الذي يفصل شمالي القطاع عن وسطه وجنوبه.

وبعد يوم، أعلن جيش الاحتلال بدء عملية برية على محور الساحل في بيت لاهيا شمالي القطاع، إلى جانب عملية برية ثانية في منطقة الشابورة بمدينة رفح جنوبا.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.
Exit mobile version