تحكي القصة عن رجل يشتكي من أنه أصبح أسيرًا لآلامه وهو ينسج عش أبنائه بأصابع مشلولة، ويروي كابوسًا حط على كاهله دون أن يجد له دواء في الصيدليات، حيث غصة دخلت قلبه وأخذته إلى ما وراء الزمان والمكان، وكان بكاؤه لا يتوقف وكأن حزنه كظلال الخريف، مما جعله في حالة اكتئاب شديدة.

ومن خلال استماع طويل لحكاية هذا الأب، تبين أن حالته التي يمر بها ليست مستغربة على من مثله، فقد أدخل أولاده إلى أنفسهم وأغلق عليهم الباب، مما جعل طيورهم خارج السرب تنادي بالانفتاح عن قيودهم، ورغم أن كلمة “العقوق” تبدوا بغيضة للآباء إلا أنهم لم يدركوا أنها شعور يبدأ قبل سنوات من لحظة مغادرة الابن لطاعتهم.

الأب جعل حياة ابنه بلا قيمة مما دفع هذا الأخير إلى التمرد على والده، حيث هزمه وكسره بطريقة مؤلمة، فتوارى الابن وراء هزائمه التي جعلته يطارد شمس أبيه الغائبة، وشعر بالفقدان والتلاشي مثل قطعة سكر ذابت في ماء ساخن. وكانت لحظات الصباح التي كان يتماثل فيها مع وجه أبيه أو أمه بكلمة “أحبك” تشعره بالانتعاش والثقة بين زملائه وأصدقائه.

وفي ظل ذلك كله، يتساءل الكاتب عن مدى قدرة الآباء على نسيان تعب الحياة والسأم في حياة أبنائهم المفعمة بالجحود، وعما إذا كانت هناك لحظات إشراق في قلوبهم ما دامت أرواحهم حية، وهل هناك حق يجب أن يضاء لأولئك الآباء الذين يعانون من تحمل أعباء الحياة. ويستعرض الكاتب صبر هؤلاء الآباء وهم يحاولون التواصل مع عقول مقفلة على التغيير والتفاعل.

وتنبع هذه القصة من واقع عديد الأسر والعلاقات الاجتماعية، حيث يكون التواصل والتفاعل بين الأبناء والآباء أمرًا مهمًا لبناء علاقات صحية ومستقرة، ويجب أن يستمع الآباء إلى أبنائهم ويحترموا حقوقهم كأفراد يمتلكون شخصياتهم ومشاعرهم الخاصة. وعليهم أن يكونوا عونًا لأبنائهم ويدعموهم في تحقيق أحلامهم وتطلعاتهم، حتى يكونوا قدوة إيجابية لهم في الحياة ويصبحوا مصدر إلهام ودعم دائم.

في النهاية، يسلط الضوء على أهمية الحب والاحترام في العلاقات الأسرية، حيث يجب على الآباء أن يعبروا عن حبهم واهتمامهم بأبنائهم بشكل دائم وصادق، وأن يبذلوا جهودًا لفهم مشاعرهم واحتياجاتهم العاطفية، وأن يكونوا داعمين لهم في كل مراحل حياتهم. ومن خلال تبادل الحب والاحترام بين الأبناء والآباء، يمكن بناء علاقات قوية ومتينة تساعد على تعزيز الثقة بين الأفراد وتعزيز الروابط الأسرية والاجتماعية.

شاركها.
© 2024 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.