أثبت ماجد مطرب فواز هذا العام أن النجاح في الدراما الرمضانية لا يُقاس فقط ببطولة العمل، بل بقدرة الفنان على احتلال المساحة الصغيرة بأداء كبير. فدوره في شخصية «أبو صامل» ضمن مسلسل «جاك العلم» شكّل تجربة تمثيلية عالية الكثافة، مزج فيها بين الحس الكوميدي المتزن، والانغماس الكامل في تفاصيل الشخصية، ما جعله واحداً من أبرز وجوه الموسم وأكثرها حضوراً في ذاكرة الجمهور.
بعيداً عن الكاريكاتير أو المبالغة التي غالباً ما تفسد الأدوار الكوميدية النسائية التي يؤديها رجال، استطاع ماجد تقديم «أبو صامل» بصورة متزنة، تنبض بالحياة، وتخلو من الابتذال. وقدّم الشخصية بذكاء عاطفي، وبتقنيات أداء تلامس واقعية الشخصية وتفاصيلها الاجتماعية، وهو ما منحها مصداقية مدهشة، وجعل الجمهور يتفاعل معها بوصفها شخصية حقيقية لا مجرد قناع كوميدي.
نجاح ماجد في هذا الدور فتح أمامه باباً جديداً في مسيرته، وأعاد تعريف إمكانياته كممثل قادر على الخروج من أدواره التقليدية، والمخاطرة بأداء شخصية معقّدة ذات طابع مختلف، دون أن يفقد صدقه أو بساطته. وهذا التحول لا يشير فقط إلى نضج فني، بل إلى وعي كامل بأدواته كممثل، وقدرته على تلوين حضوره بحسب متطلبات الدور.
ويبقى السؤال: هل سيعود بشخصية «أبو صامل» في موسم قادم، أم يختار التوقف عند هذا النجاح دون استهلاك الشخصية؟ القرار بلا شك، يجب أن يُبنى على رؤية فنية واعية تحمي نجاحه من التكرار، وتحفظ للعمل مكانته من الانزلاق إلى النمطية. فالحضور الذكي لا يصنعه الأداء وحده، بل توقيت الخروج أيضاً.
أخبار ذات صلة