تناول المقال قضية اشتراك بعض المؤلفين في معارض الكتب بشراء كامل نسخ مؤلفاتهم للترويج لقصصهم وإثارة الاهتمام، ما أثار قلق أرباب النشر والصناعة. يرى بعض الكتاب أن هذا السلوك يعتمد على الوهم ويغطي خللًا داخليًا، بينما يعتبر آخرون أنه نوع من التسويق البائس. وقد اعتبر الشاعر عبدالمجيد التركي أن الكتابة شرف لا يستحقه الأدعياء، معبرًا عن استغرابه من تصرفات بعض المؤلفين الخادعة للناس.
وأشار الكاتب محمد صلاح الحربي إلى انخفاض مستوى الكتب التي تُعرض في المعارض، مما جعلها تشتهي قراءتها بإعلانات مزيفة وتسويق عشوائي. من جهته، حذر الناشر مجد حيدر من الكتب التي تسطح الرؤى وتعزل القارئ، معبرًا عن قلقه إزاء ضياع قيم التأليف الحقيقية وتقدير الثقافة في عالم النشر. وانتقد الروائي زهران القاسمي هذه الظاهرة باعتبارها شكلًا من أشكال التزييف والتضليل الثقافي.
وفي نفس السياق، تم التحدث عن سلوكيات بعض المؤلفين وناشري الكتب في العمل لشراء أجزاء كبيرة من كتبهم لخلق انطباع بنفاذ كامل النسخ وزيادة المبيعات، مما يعد محاولة لاحتكار القارئ والترويج الزائف. وأكد الكاتب يحيى العلكمي أن هذا السلوك نادر الحدوث وقد يُرتكب بواسطة أشخاص غير مؤمنين بقيم الكتابة والإبداع.
على نقيض ذلك، دافع القاص عن هذه السلوكيات بمبررات نفسية قائمة على الوهم والاحتياج لتعزيز الثقة الذاتية للمؤلفين. ويجد بعض الكُتاب داعين للتسلية والتأمل في المفاهيم الكتابية بغض النظر عن وسائل الترويج الاصطناعية، ما يجعلهم يرى لهم الحق في هذه التصرفات في عالم النشر المعقد. في النهاية، يجد الناشر وفيق وهبي أن عودة إلى القيم الإنسانية والثقافية هي الحلا الأمثل لتجاوز هذه الظواهر السلبية في عالم النشر والكتب.