كشفت المحكمة الجنائية الدولية عن مذكرات اعتقال بحق 6 أعضاء في مليشيا “الكانيات”، المتهمين بارتكاب جرائم حرب والتحالف مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وأعلنت المحكمة في بيان أنها قررت إزالة السرية عن المذكرات التي صدرت العام الماضي، وأكدت أن المستهدفين بالمذكرات الستة هم: عبد الرحيم الكاني، ومخلوف دومة، وناصر مفتاح ضو، ومحمد الصالحين، وعبد الباري الشقاقي، وفتحي الزنكال.
وقد وجهت المذكرات للستة تهم ارتكاب جرائم حرب تشمل القتل والتعذيب والمعاملة القاسية والعنف الجنسي، بالإضافة إلى تهم الاغتصاب. وأشارت المذكرات إلى أنهم ارتكبوا هذه الجرائم في مدينة ترهونة التي كانت تحت سيطرة قوات حفتر، والتي ساعدت المليشيا في هجومها على غرب ليبيا، بما في ذلك العاصمة طرابلس.
خلال المعارك بين قوات حفتر وقوات حكومة الوفاق الوطني في ترهونة، قتل بعض أعضاء مليشيات الكانيات، وتم الإبلاغ عن مقتل عضو آخر في منزله بمدينة بنغازي خلال عام 2021، على يد قوة تقودها أحد أبناء حفتر.
بعد هزيمة قوات حفتر وانكماشها إلى الشرق، عُثر في ترهونة على ما لا يقل عن 44 مقبرة جماعية تم استخراج منها جثامين نحو 400 شخص. وتم الإبلاغ عن ظروف مروعة تموت بها الضحايا، وقد تنوعت وسائل القتل بين إطلاق النار والتعذيب حتى الموت، وقد دُفن بعضهم أحياء.
وواجه الأعضاء المذكورون في المذكرات تهمًا ستة في ارتكاب جرائم حرب في ترهونة، بينما يواجه حفتر انتقادات واسعة من المنظمات المحلية والدولية بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت خلال الحرب في ليبيا.
لقد أعربت مصادر ليبية ومنظمات حقوق الإنسان عن استنكارهم لهذه الجرائم البشعة، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عنها أمام المحكمة العدلية الدولية. وأكدوا على أهمية تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة من أجل إعادة الاستقرار والسلام إلى ليبيا والحد من حدوث مثل هذه الجرائم مستقبلاً.