رافضا الخضوع لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، يصر الفلسطيني إبراهيم عودة (42 عاما) على البقاء في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة رغم العملية العسكرية البرية المتواصلة منذ صباح الأحد. يعيش عودة حاليا في خيمة داخل المخيم، ويقول إنه لن يترك المخيم إلا “للسماء” حتى وإن كلفه ذلك حياته، رغم فقدانه منزله واثنين من أبنائه خلال الهجمات على القطاع. يقيم عودة في الخيمة مع أسرته ومئات من سكان المخيم الذين يرفضون مغادرته.
تعتبر عملية الإخلاء أمرا “بعيد المنال” بالنسبة لأهالي مخيم جباليا، حيث يصرون على بقاءهم في المكان على الرغم من المخاطر المتزايدة التي تهددهم بسبب الحصار الإسرائيلي. بدأت الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية برية في المنطقة لمنع حركة المقاومة الإسلامية وذلك بعد هجمات شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمال القطاع. هذه العملية هي الثالثة التي تستهدف مخيم جباليا منذ بداية حرب الإبادة الجماعية.
تجدر الإشارة إلى أن هناك خطة تهدف لإخلاء شمال القطاع وفرض حصار عليه تمهيدا للاستيطان، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين من بلدات شمال قطاع غزة. يعتمد الجيش الإسرائيلي على الضغط العسكري لدفع السكان للنزوح نحو المناطق الجنوبية، إلا أن هذه السياسة واجهت صمودا من قبل الفلسطينيين الرافضين لمغادرة منازلهم.
الفلسطينيون في شمال قطاع غزة رفضوا النزوح إلى المناطق الجنوبية منذ عام كامل، ويتعرضون لحصار متزايد من جانب القوات الإسرائيلية. ينجح السكان في مقاومة الضغوط والتهديدات بالنزوح، لكنهم يعانون من الحصار الشديد على المنطقة. تتواصل المجازر والاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين، مما يؤدي إلى سقوط ضحايا بين الأبرياء، وتفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.
تستمر العمليات العسكرية في شمال القطاع برغم تحذيرات منظمات حقوق الإنسان، وتجدد المطالب بإنهاء الاعتداءات الإسرائيلية. يتواجه السكان مع القرارات القمعية للجيش الإسرائيلي والتهديدات المتكررة بالإخلاء، في حين يواصلون صمودهم ورفضهم للنزوح حتى اللحظة. تظل الأوضاع في شمال قطاع غزة متأزمة، مع استمرار الصراع والاعتداءات على الفلسطينيين.