|

بعد مواجهات مسلحة دامية بين الجارتين النوويتين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق نار فوري، بعد محادثات بوساطة الولايات المتحدة الأميركية، وهو الإعلان الذي أكدته الدولتان لاحقا.

وأعلن محمد إسحاق دار وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء الباكستاني عن توصل بلاده إلى اتفاق مع الهند لوقف إطلاق النار، وأنه سيدخل حيز التنفيذ بشكل فوري، مشيرا إلى أنه أعيد تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين نيودلهي وإسلام آباد.

كما أكدت وزارتا الخارجية والدفاع في الهند أنه تم التوصل إلى تفاهمات مع باكستان لوقف كل العمليات العسكرية برا وجوا وبحرا، وأن وقف إطلاق النار بين البلدين سيبدأ اليوم الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي.

وفي تعليقه على هذا الاتفاق، قال مندوب باكستان السابق لدى الأمم المتحدة، السفير منير أكرم -في تصريح لقناة الجزيرة- إن الإدارة الأميركية ودولا صديقة تدخلت لإيقاف ما وصفه بالعدوان الهندي ضد باكستان، مشيرا إلى أن بلاده لم ترغب بحرب وحاولت منعها، ولكنها تجاوبت مع كل عمل تصعيدي قامت به الهند، من خلال الرد على هجماتها.

وعبّر عن أمله أن يكون الإعلان عن وقف إطلاق النار بشكل رسمي وأن يتم علاج الخلافات بين البلدين، وقال إن باكستان ستتوقف عن الهجمات إن توقفت الهند.

وفي المقابل، قال القيادي بحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم ومدير الإعلام بالحزب، سوديش فيرما إن وزيري الخارجية والدفاع في الهند لطالما أعلنا أن الهند ستلتزم بوقف القتال إذا توقفت باكستان عن استفزاز بلادهم، وقال: “ما إن وافقت باكستان على عدم استفزازنا أصبح وقف إطلاق النار ممكنا”.

وأضاف أن وقف إطلاق النار سيستمر ليومين وخلال هذه الفترة سيتم تقييم الموقف، لمعرفة ما إذا كانت باكستان “ستتصرف كدولة متحضرة”، مشيرا إلى أن فترة يومين يمكن تجديدها.

وبيّن أن الهجوم الهندي لم يكن موجها ضد الجيش الباكستاني ولا ضد باكستان، بل إنه استهدف بنى تحتية و”معسكرات تدريب إرهابيين” في باكستان، ونفى ما أورده الضيف الباكستاني عن تدمير 10 مواقع وصواريخ، ورد عليه بالقول: “هذه كذبة كاملة”، واتهم باكستان بإطلاق ما سماها “الأكاذيب”. وأضاف للجزيرة: “باكستان ليست بلدا حرا بخلاف الهند التي لديها إعلام حر ولا تخفي شيئا”.

وزعم الضيف الهندي أن باكستان ربما سمعت كلام الرئيس الأميركي ترامب وربما هي من طلبت وقف إطلاق النار، في حين أن الهند لم تطلب ذلك.

فرض السيطرة

ورد الضيف الباكستاني على كلام نظيره الهندي، وقال إن بلاده قدمت ردودا حول ما سماها “الادعاءات الهندية لباكستان بدعم الإرهاب، واقترحت أن يجري تحقيقا دوليا غير منحاز، لكن الهند رفضت ذلك وقامت بالعدوان على باكستان”، مشددا على أن “هدف الهند لم يكن استهداف معسكرات الإرهابيين بل كان فرض السيطرة الهندية في المنطقة”.

أما روب أرليت، المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب بولاية ديلاوير، فأوضح أن ما قام به ترامب له أهمية كبيرة، وقال إنه استطاع أن يأتي بالطرفين إلى مفاوضات حول وقف إطلاق النار، لأن له علاقات موثوقة مع كليهما.

وأضاف أن ترامب يريد إنهاء الحرب بين البلدين الجارين، ويسعى إلى تحقيق السلام على المدى البعيد، ولكن يتم البدء على المدى القصير.

وكانت الهند قد وجهت ضربات صاروخية استهدفت ما وصفته بأوكار إرهابية داخل الأراضي الباكستانية، في أعقاب هجوم بمنطقة بهلغام بإقليم كشمير أدى لمقتل 26 شخصا في 22 أبريل/نيسان الماضي.

وأعلنت باكستان أنها أسقطت 5 طائرات حربية هندية، في حين قالت الهند إنها أسقطت طائرة باكستانية.

شاركها.
© 2025 خليجي 247. جميع الحقوق محفوظة.